للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواحدي واعلم ان الكفار ما ابصروا نور القرآن فعموا عن رؤية البرهان وكذا اهل الإنكار غفلوا عن سره القرآن فحرموا من المشاهدة والعيان: وفى المثنوى

تو ز قرآن اى پسر ظاهر مبين ... ديو آدم را نه بيند جز كه طين

ظاهر قرآن چوشخص آدميست ... كه نقوشش ظاهر وجانش خفيست

ولا شك ان من تخلق بالقرآن الذي هو صفة الله تعالى قدر على ما لم يقدر عليه غيره وفى الحديث (لو كان القرآن فى إهاب ما مسته النار) اى لو صور القرآن وجعل فى إهاب والقى فى النار ما مسته ولا أحرقته ببركة القرآن فكيف بالمؤمن الحامل له المواظب على تلاوته ومن الحكايات اللطيفة ان عليا رضى الله عنه مرض فقال ابو بكر رضى الله عنه لعمر وعثمان رضى الله عنهما ان عليا قد مرض فعلينا العبادة فاتوا بابه وهو يجد خفة من المرض ففرح فرحا فتموج بحر سخائه فدخل بيته فلم يجد شيأ سوى عسل يكفى لواحد فى طست وهو ابيض وأنور وفيه شعر اسود فقال ابو بكر الصديق رضى الله عنه لا يليق الاكل قبل المقالة فقالوا أنت أعزنا وأكرمنا وسيدنا فقل اولا فقال الدين أنور من الطست وذكر الله تعالى احلى من العسل والشريعة أدق من الشعر فقال عمر رضى الله عنه الجنة أنور من الطست ونعيمها احلى من العسل والصراط أدق من الشعر فقال عثمان رضى الله عنه القرآن أنور من الطست وقراءة القرآن احلى من العسل وتفسيره أدق من الشعر فقال على رضى الله عنه الضيف أنور من الطست وكلام الضيف احلى من العسل وقلبه أدق من الشعر نور الله تعالى قلوبنا بنور العرفان وأوصلنا وإياكم الى سر القرآن آمين يا الله يا رحمن أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا اليأس قطع الطمع عن الشيء والقنوط منه والاستفهام بمعنى الأمر- روى- ان طائفة من المؤمنين قالوا يا رسول الله أجب هؤلاء الكفار يعنون كفار مكة الى ما اقترحوا من الآيات فعسى ان يؤمنوا فقال تعالى أفلم يقنط المؤمنون من ايمان هؤلاء الكفرة بعد ما رأوا كثرة عنادهم بعد ما شاهدوا الآيات أَنَّ اى علما منهم انه لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً فآمنوا وقد يستعمل اليأس بمعنى العلم مجازا لانه مسبب عن العلم بان ذلك الشيء لا يكون فان المخففة مع ما فى حيزها فى محل النصب على انهار مفعول اليأس بمعنى العلم. والمعنى أفلم يعلم الذين آمنوا ان الله تعالى لا يهدى الناس جميعا لعدم تعلق مشيئة باهتداء الجميع فيهدى من يشاء ويضل من يشاء بمقتضى قبضتيه الجمالية والجلالية: قال الحافظ

در كارخانه عشق از كفر ناگزيرست ... آتش كرا بسوزد گر بو لهب نباشد

وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا بالرحمن وهم كفار مكة تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا اى بسبب ما فعلوا من كفرهم وأعمالهم الخبيثة قارِعَةٌ داهية تقرعهم وتفجأهم من القتل والاسر والحرب والجدب واصل القرع الضرب والصدع تلخيصه لا يزال كفار مكة معذبين بقارعة أَوْ تَحُلُّ القارعة اى تنزل قَرِيباً [بموضعي نزديك] مِنْ دارِهِمْ اى مكة فيفزعون فيها ويقلعون ويتطاير عليهم شرارها ويتعدى إليهم شرورها ويجوزان يكون تحل خطابا للنبى عليه السلام فانه حل بجيشه قريبا من دارهم عام الحديبية فاغار على أموالهم ومواشيهم

<<  <  ج: ص:  >  >>