للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذبتم الله فيما صدقكم وذلك لان مقالى كان ملائما لهوى أنفسكم وكلام الحق مخالف لهواها ومر على مزاق النفوس اى فانتم أحق باللوم منى ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ مما انا فيه يعنى لا ينجى بعضنا بعضا من عذاب الله والاصراخ الاغاثة والمصرخ بالفارسية [فرياد رس] وانما تعرض لذلك مع انه لم يكن فى حيز الاحتمال مبالغة فى بيان عدم اصراخه إياهم وإيذانا بانه ايضا مبتلى بمثل ما ابتلوا به ومحتاج الى الاصراخ فكيف من اصراخ الغير إِنِّي كَفَرْتُ اليوم بِما أَشْرَكْتُمُونِ باشراككم إياي الله فى الطاعة. وبالفارسية [بانچهـ شريك مى كرديد مرا با خداى تعالى در فرمان بردارى] مِنْ قَبْلُ اى قبل هذا اليوم اى فى الدنيا بمعنى تبرأت منه واستنكرته [يعنى بيزاز شدم از شرك شما] قال فى الإرشاد يعنى ان اشراككم لى بالله هو الذي يطمعكم فى نصرتى لكم بان كان لكم على حق حيث جعلتمونى معبودا وكنت اودّ ذلك وارغب فيه فاليوم كفرت بذلك ولم احمده ولم اقبله منكم بل تبرأت منه ومنكم فلم يبق بينى وبينكم علاقة إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ تتمة كلامه او ابتداء كلام من الله تعالى. والظالمون هم الشيطان ومتبعوه من الانس لان الشيطان وضع الدعوة الى الباطل فى غير موضعها وانهم وضعوا الاتباع فى غير موضعه وفى حكاية أمثاله لطف للسامعين وإيقاظ لهم حتى يحاسبوا أنفسهم ويتدبروا عواقبهم

هر كه نقص خويش را ديد وشناخت ... اندر استكمال خود ده اسب تاخت «١»

هر كه آخربين تر او مسعودتر ... هر كه آخوربين تر او مبعودتر «٢»

ثم اخبر عن حال المؤمنين ومآلهم بقوله وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جمعوا بين الايمان والعمل الصالح والمدخلون هم الملائكة جَنَّاتٍ [در بهشتهاى كوناكون كه] تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [ميرود از زير درختان جويها] خالِدِينَ فِيها [در حالتى كه جاويدان باشند دران] بِإِذْنِ رَبِّهِمْ متعلق بادخل اى بامره او بتوفيقه وهدايته وفيه اشارة الى ان الإنسان إذا خلى وطبعه لا يؤمن ولا يعمل الصالحات والجنات ان لم تكن العناية لا يبقى أحد فى جنة القلب ساعة كما لم يبق آدم فى الجنة خالدا كما فى التأويلات النجمية تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ التحية دعاء بالتعمير واضافتها الى الضمير من اضافة المصدر الى المفعول اى تحييهم الملائكة فى الجنات بالسلام من الآفات او يحيى المؤمنون بعضهم بعضا بالسلام والسلام تحية المؤمنين فى الدنيا ايضا وأصله صدر من أبينا آدم عليه السلام على ما روى وهب بن منبه ان آدم لما رأى ضياء نور نبينا صلى الله عليه وسلم سأل الله عنه فقال هو نور النبي العربي محمد من أولادك فالانبياء كلهم تحت لوائه فاشتاق آدم الى رؤيته فظهر نور النبي عليه السلام فى انملة مسبحة آدم فسلم عليه فرد الله سلامه من قبل النبي عليه السلام فمن هنا بقي السلام سنة لصدوره عن آدم وبقي رده فريضة لكونه عن الله تعالى. ونظيره ركعات الوتر فانه عليه السلام لما أم الأنبياء فى بيت المقدس أوصاه موسى عليه السلام ان يصلى له ركعة عند سدرة المنتهى قال الله تعالى فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ اى لقاء موسى ليلة المعراج فلما صلى ركعة ضم إليها


(١) در اواخر دفتر يكم در بيان كفتن مهمان عليه السلام را كه ارمغان بهر تو إلخ
(٢) در اواسط دفتر چهارم در بيان نصحت دينا اهل دينا كه إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>