للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما بين عباده لا استبعاد ذلك بالنسبة الى قدرته تعالى كما ينبئ عنه قوله تعالى بطريق الحكاية مِنَ الْقانِطِينَ دون من الممترين ونحوه قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ استفهام إنكاري اى لا يقنط مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ [از بخشش آفريده گار خود] إِلَّا الضَّالُّونَ اى المخطئون طريق المعرفة والصواب فلا يعرفون سعة رحمته وكما علمه وقدرته كما قال يعقوب عليه السلام لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ومراده نفى القنوط عن نفسه على ابلغ وجه اى ليس بي قنوط من رحمته تعالى وانما الذي أقول البيان منافاة حالى لفيضان تلك النعمة الجليلة على وفيه اشارة الى ان بشارته بغلام عليم مع كبره وكبر امرأته بشارة للطالب الصادق وانه وان كان مسنا قد ضعف جسمه وقواه وعجز عن جهاد النفس ومكابدتها واستعمالها فى مباشرة الطاعات والأعمال البدنية ويوئسه الشيطان من نيل درجات القرب لان اسباب تحصيل الكمال قد تناهت ومعظمها العمر والشباب ولهذا قال المشايخ الصوفي بعد الأربعين بارد فلا يقنط من رحمة ربه ويتقرب اليه باعمال القلبية ليتقرب اليه ربه بأصناف الطاف الربوبية وجذبات أعطافه فيخرج من صلب روحه ورحم قلبه غلاما عليما بالعلوم اللدنية والرسوم الدنية وهو واعظ الله الذي فى قلب كل مؤمن وقد اشتغل افراد كالقفال والقدورى بعد كبرهم ففاقوا على علمهم وراقوا بمنظرهم ولطف الله تعالى واصل على كل حال قال فى شرح الحكم من استغرب ان ينقذه الله من شهوته التي اعتقلته عن الخيرات وان يخرجه من وجود غفلته التي شملته فى جميع الحالات فقد استعجز القدرة الالهية والله تعالى يقول وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً فابان سبحانه ان قدرته شاملة صالحة لكل شىء وهذا من الأشياء وان أردت الاستعانة على تقوية رجائك فى ذلك فانظر لحال من كان مثلك ثم أنقذه الله وخصه بعنايته كابراهيم بن أدهم والفضيل ابن عياض وابن المبارك وذى النون ومالك بن دينار وغيرهم من مجرمى البداية

تا سقاهم ربهم آيد جواب ... تشنه باش والله اعلم بالصواب

قال فى تاج العروس من قصر عمره فليذكر بالاذكار الجامعة مثل سبحان الله عدد خلقه ونحو ذلك والمراد بقصر العمر ان يكون رجوعه الى الله فى معترك المنايا ونحوها من الأمراض المخوفة والاعراض المهولة دع التكاسل تغنم قد جرى مثل كه زاد راهروان چستيست و چالاكى قالَ ابراهيم فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ اى أمركم وشأنكم الخطر لعل ابراهيم عليه السلام علم بالقرائن ان مجيئ الملائكة ليس لمجرد البشارة بل لهم شأن آخر لاجله أرسلوا فكأنه قال ان لم يكن شأنكم مجرد البشارة فماذا هو قالُوا اى الملائكة إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ مصرين على اجرامهم متناهين فى آثامهم وهم قوم لوط إِلَّا آلَ لُوطٍ استثناء متصل من الضمير فى مجرمين اى الى قوم أجرموا جميعا الا آل لوط يريد اهله المؤمنين فالقوم والإرسال شاملان للمجرمين وغيرهم. والمعنى انا أرسلنا الى قوم أجرم كلهم الا آل لوط لنهلك الأولين وننجى الآخرين واكتفى بنجاة الآل لانهم إذا نجوا وهم تابعون فالمتبوع وهو لوط اولى بذلك ولوط بن هاران بن تارخ وهو ابن أخي ابراهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>