للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد ومظهرا لاحواله واما قرب الفرائض فهو المصرح في قوله قال الله تعالى على لسان عبده (سمع الله لمن حمده) وهو كون صفات العبد وأحواله مرآة لذات الحق ومظهرا لوجوده وباعتبار قرب النوافل كان الظاهر والمرئي والمشهود هو العبد وباعتبار قرب الفرائض هو الحق فَلَهُ أَجْرُهُ ثوابه الذي وعدله على عمله وهو عبارة عن دخول الجنة وتصويره بصورة الاجر للايذان بقوة ارتباطه بالعمل واستحالة نيله بدونه عِنْدَ رَبِّهِ اى حال كون ذلك الاجر ثابتا عند مالكه ومدبر أموره ومبلغه الى كماله لا يضيع ولا ينقص والعندية للتشريف والجملة جواب من ان كانت شرطية وخبرها ان كانت موصولة والفاء لتضمنها معنى الشرط وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ فى الآخرة عند دخول الجنة كما قال تعالى حبرا عن اهل الجنة الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ واما في الدنيا فانهم يخافون من ان يصيبوا الشدائد والأهوال العظام قدامهم ويحزنون على ما فاتهم من الأعمال الصالحة والطاعات المؤدية الى الفوز بانواع السعادات فان المؤمن كما لا يقنط من رحمة الله لا يأمن من غضبه وعقابه كما قيل لا يجتمع خوفان ولا أمنان فمن خاف في الدنيا أمن في الآخرة حين يخاف الكفار من العقاب ويحزن المقصرون على تضييع العمر وتفويت الثواب فان الخوف انما يكون مما يتوقع فى المستقبل كما ان الحزن انما يكون على ما وقع سابقا ومن أمن في الدنيا خاف في الآخرة قال في المثنوى

لا تخافوا هست نزل خائفان ... هست در خور از براى خائف آن

هر كه ترسد مرو را ايمن كنند ... مر دل ترسنده را ساكن كنند

آنكه خوفش نيست چون گويى مترس ... درس چهـ دهى نيست او محتاج درس

وَقالَتِ الْيَهُودُ بيان لتضليل كل فريق من اليهود والنصارى صاحبه بخصوصه اثر بيان تضليله كل من عداه على وجه العموم لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ اى على امر يصح ويعتد به وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ اى قالوا ما قالوا والحال ان كل فريق منهم يَتْلُونَ الْكِتابَ اللام للجنس اى انهم من اهل العلم والكتاب والتلاوة للكتب وحق من تلا كتابا من كتب الله تعالى وآمن به ان لا يكفر بالباقي لان كل واحد من كتب الله يصدق ما عداه كَذلِكَ اى مثل ذلك القول الذي سمعت به من هؤلاء العلماء الضالة على ان الكاف في موضع النصب على انه مفعول قال قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ من عبدة الأصنام والمعطلة ونحوهم من الجهلة اى قالوا لاهل كل دين ليسوا على شىء مِثْلَ قَوْلِهِمْ بدل من محل الكاف وفيه توبيخ عظيم حيث نظموا أنفسهم مع علمهم فى سلك من لا يعلم أصلا فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ بين الفريقين يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ متعلق بيختلفون قدم للمحافظة على رؤس الآي يَخْتَلِفُونَ من امر الدين فان قلت بم يحكم قلت بما يقسم لكل فريق مما يليق به من العقاب وفعل الحكم يتعدى بجارين الباء وفي كما يقال حكم الحاكم في هذه القضية بكذا وفي الآية قد ذكر المحكوم فيه دون المحكوم به واعلم ان كل حزب بما لديهم فرحون وليس ذلك في الفرق الضالة خاصة بل ذلك يجرى بين صوفى وصوفى وشيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>