للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحقيقة العفو والصبر والحلم والانشراح فى المنشط والمكره وترك الحزن والغم على الفائت والآتي. وبالتقوى على مراتبها وبالإحسان بانواعه فقد جعل لنفسه علامة الولاية والمغية والايمان الكامل وحسن الخاتمة وخير العاقبة اللهم احفظنا من الميل الى السوي والغير واختم عواقبنا بالخير يا رب تمت سورة النحل بما تحتويه من شواهد العقل والنقل فى يوم السبت التاسع عشر من شعبان المبارك المنتظم فى سلك شهور سنة اربع ومائة والف الجزء الخامس عشر من الاجزاء الثلاثين

[تفسير سورة الاسراء]

وهى مائة واحدى عشرة آية مكية قال فى الكواشي إلا من وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ الى نَصِيراً او فيها من المدني من قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ. وإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ. وإِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ. وإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ. ولَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ والتي تليها انتهى بسم الله الرحمن الرحيم

سُبْحانَ اسم بمعنى التسبيح الذي هو التنزيه ومتضمن معنى التعجب وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره اسبح الله عن صفات المخلوقين سبحانا بمعنى تسبيحا ثم نزل منزلة الفعل فناب منابه كقولهم معاذ الله وغفرانك وغير ذلك. وقيل هو مصدر كغفران بمعنى التنزه وتصدير الكلام به للتنزيه عن العجز عما ذكره بعده وهو لا ينافى التعجب قال فى التأويلات النجمية كلمة سبحان للتعجب بها يشير الى اعجب امر من أموره تعالى جرى بينه وبين حبيبه وفى الاسئلة الحكم اما اقتران الاسراء بالتسبيح ليتقى بذلك ذو العقل وصاحب الوهم ومن يحكم عليه خياله من اهل التشبيه والتجسيم مما يخيله فى حق الخالق من الجهة والجسد والحد والمكان. وانما تعجب بعروجه دون نزوله عليه السلام لانه لما عرج كان مقصده الحق تعالى ولما نزل كان مقصد. الخلق والمقصود من التعجب التعجب بعروجه. وايضا ان عروجه اعجب من نزوله لان عروج الكثيف الى العلو من العجائب الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ قال الكاشفى [پاكى وبي عيبى آنرا كه بجهت كرامت ببرد بنده خود را كه محمد است صلى الله عليه وسلم] الاسراء السير بالليل خاصة كالسرى يقال اسرى وسرى اى سار ليلا ومنه السرية لواحدة السرايا لانها تسرى فى خفية واسرى به اى سيره ليلا قال النضر سقط السؤال والاعتراضات على المعراج بقوله اسرى دون سار ونظيره قوله عليه السلام (حببّ الى من دنياكم ثلاث) حيث لم يقل أحببت. وانما قال بعبده دون بنبيه لئلا يتوهم فيه نبوة والوهة كما توهموا فى عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>