للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الفقير لا شك ان لباس الستر يلبسه المرء بنفسه ولو كان سلطانا فلذا أسند اليه واما لباس الزينة فنيره يزينه به عادة كما يشاهد فى السلاطين والعرائس ولذا أسند الى غيره على سبيل التعظيم والكرامة مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ جمع اريكة وهى السرير فى الحجال ولا يسمى السرير وحده اريكة. والحجال جمع حجلة وهى بيت يرين بالثياب للعروس وخص الاتكاء لانه هيئة المتنعمين والملوك على اسرتهم قال ابن عطاء متكئين على ارائك الانس فى رياض القدس وميادين الرحمة فهم على بساتين الوصلة شاهدون عليكم فى كل حال نِعْمَ الثَّوابُ ذلك اشارة الى جنات عدن ونعيمها والثواب جزاء الطاعة وَحَسُنَتْ اى الأرائك مُرْتَفَقاً اى متكأ ومنزلا للاستراحة اعلم انه لا كلام فى حسن الجنة وصفة نعيمها وانما الكلام فى الاستعداد لها فالصالحات من الأعمال من الأسباب المعدة لها وهى ما كانت لوجه الله تعالى من الصوم والصلاة وسائر وجوه الخيرات: قال الشيخ سعدى قدس سره

قيامت كه بازار مينو نهند ... منازل باعمال نيكو نهند

كسى را كه حسن عمل بيشتر ... بدرگاه حق منزلت پيشتر

بضاعت بچندان كه آرى برى ... اگر مفلسى شرمسار برى

كه بازار چندانكه آكنده تر ... تهى دست را دل پراكنده تر «١»

قال فى التأويلات النجمية ان لاهل الايمان والأعمال جزاء يناسب صلاحية أعمالهم وحسنها فمنها اعمال تصلح للسير بها الى الجنات وغرفها وهى الطاعات والعبادات البدنية بالنية الصالحة على وفق الشرع والمتابعة ومنها اعمال تصلح للسير الى الله تعالى وهى الطاعات القلبية من الصدق فى طلب الحق والإخلاص فى التوحيد وترك الدنيا والاعراض عما سوى الله والإقبال على الله بالكلية والتمسك بذيل ارادة الشيخ الكامل الواصل المكمل الصالح ليسلكه ولا يغتر بالأماني فان من زرع الشعير لا يحصد حنطة- حكى- ان رجلا ببلخ امر عبده ان يزرع حنطة فزرع شعيرا فرآه وقت حصاده وسأله وقال زرعت شعيرا على ظن ان ينبت حنطة فقال يا أحمق هل رأيت أحدا زرع شعيرا فحصد حنطة فقال العبد فكيف تعصى الله أنت وترجو رحمته هر كسى آن درود عاقبت كار كه كشت أما علمت ان الدنيا مزرعة الآخرة: قال حضرة جلال الدين الرومي قدس سره

جمله دانند اين اگر تو نكروى ... هر چهـ مى كاريش روزى بدروى

فتاب الرجل وأعتق غلامه فمن أيقظه الله عن سنة الغفلة عرف الله وكان فى تحصيل مرضاته ومرتبة العارف فوق مرتبة العابد والكرامات الكونية لا قدر لها وقد ثبت فضل ابى بكر الصديق رضى الله عنه على سائر الصحابة رضى الله عنهم حتى قيل فى شأنه ان الله يتجلى لاهل الجنة عامة ولا بي بكر خاصة مع انه لم ينقل عنه شىء من الخوارق وذلك التجلي انما هو بكرامته العلمية التي أعطاها الله إياه واحسن التحقيق بحقائقها ولاهلها جنة عاجلة قلبية فى الدنيا وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ مفعولان لا ضرب أولهما ثانيهما لانه المحتاج الى


(١) در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>