للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل بين ما يقع فى النشأة الاولى من الأحوال والأهوال وبين ما يقع منها فى النشأة الآخرة والمعنى نفخ اسرافيل فى الصور أرواح الخلائق عند استعداد صور الأجساد لقبول الأرواح كاستعداد الحشيش لقبول الاشتعال فتشتعل بأرواحها فاذاهم قيام ينظرون وكل يتخيل ان ذلك الذي كان فيه منام كما يتخيله المستيقظ وقد كان حين مات وانتقل الى البرزخ كالمستيقظ هناك وان الحياة الدنيا كانت له كالمنام وفى الآخرة يعتقد فى امر الدنيا والبرزخ انه منام فى منام وان اليقظة الصحيحة هى التي هو عليها فى الدار الآخرة حيث لا نوم فيها وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال (هو قرن من نور ألقمه اسرافيل) واعلم ان لا شىء من الأكوان أوسع منه وإذا قبض الله الأرواح من هذه الأجسام الطبيعية حيث كانت أودعها صورا جسدية فى مجموع هذا القرن النور فجمع ما يدركه الإنسان بعد الموت فى البرزخ من

الأمور انما يدركه بعين الصورة التي هو فيها فى القرن وبنورها وهو ادراك حقيقى فمن الصور ما هى مقيدة عن التصرف. ومنها مطلقة كارواح الأنبياء كلهم وأرواح الشهداء. ومنها ما يكون لها نظر الى عالم الدنيا فى هذه الدار. ومنها ما يتجلى للنائم فى حضرة الخيال التي هى فيه وهو الذي يصدق رؤياه ابدا وكل رؤيا صادقة ولا تخطى ولكن العابر الذي يعبرها هو المخطى حيث لم يعرف ما المراد بها وكذلك قوم فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فى تلك الصور ولا يدخلونها فانهم محبوسون فى ذلك القرن ويوم القيامة يدخلون أشد العذاب وهو العذاب المحسوس لا المنخيل كما فى تفسير الفاتحة للفنارى فَجَمَعْناهُمْ اى جمعنا الخلائق بعد ما تمزقت أجسادهم فى صعيد واحد للحساب والجزاء جَمْعاً عجيبا لم نترك من الملك والانس والجن والحيوانات أحدا وفى الحديث (السعيد فى ذلك اليوم فى ذلك الجمع من يجد مكانا يضع عليه أصابع رجليه) كما فى ربيع الأبرار وقال فى التأويلات النجمية يشير الى ان الله تعالى من كمال قدرته يحيى الخلق بسبب يميتهم به وهو النفخة وبالنفخة الاولى كما أماتهم كقوله تعالى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ كذلك بالنفخة الاخيرة أحياهم كقوله وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً وفيه اشارة الى ان الخلق محتاجون الى اتباع سبب كل شىء ليبلغوا اليه وهم لا يقدرون على ان يجعلوا سببا لشئ سببا لشئ آخر على ضده والخالق سبحانه هو المسبب فهو قادر على ان يجعل الشيء الواحد سببا لوجود الشيئين المتضادين كما جعل النفخة فى الصور سببا للممات والحياة: وفى المثنوى

سازد اسرافيل روزى ناله را ... جان دهد پوسيده صد ساله را «١»

انبيا را در درون هم نغمهاست ... طالبانرا زان حيات بي بهاست

نشنود آن نغمها را كوش حس ... كز ستمها كوش حس باشد نجس

نشنود نغمه پرى را آدمي ... كو بود ز اسرار پريان أعجمي

كر چهـ هم نغمه پرى زين عالمست ... نغمه دل برتر از هر دو دمست

كر پرى وآدمي زندانيند ... هر دو در زندان اين نادانيند

نغمهاى اندرون أوليا ... اولا كويد كه اى اجزاى لا


(١) در اواسط دفتر يكم در بيان داستان پير چنكى كه در عهد عمر براى خراى در كور سستان إلخ؟؟

<<  <  ج: ص:  >  >>