للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كانَ أَبُوكِ عمران امْرَأَ سَوْءٍ المرء مع الف الوصل الإنسان او الرجل ولا يجمع من لفظه كما فى القاموس. وسوء بفتح السين وباضافة امرأ اليه وهى اكثر استعمالا من الصفة والمعنى ما كان عمران زانيا قاله ابن عباس رضى الله عنهما قال الكاشفى [نبود پدر تو عمران مردى بد بلكه مردى كه مسجد أقصى را اشرف أحبار بود] وَما كانَتْ أُمُّكِ حنة بنت؟؟ ناقوذ؟؟ بَغِيًّا زانية فمن اين لك هذا الولد من غير زوج وهو تقرير لكون ما جاءت به فريا منكرا وتنبيه على ان ارتكاب الفواحش من أولاد الصالحين افحش واعلم ان المعتاد من اهل الزمان إذا اظهر الله فى كل زمان نبيا او وليا يخصه بمعجزة او كرامة ان ينكر عليه أكثرهم وينسبوه الى الجنون والضلالة والافتراء والكذب والسحر وأمثالها واما الأقلون فيعرفون ان من سافر عن منزل الجمهور فانه يرجع عن سفره ومعه من العلوم الغريبة والأحوال العجيبة ما لم يألف بها العقول ولم يشاهدها الانظار فلا يرجعون بالرد عليه بل بالاعتقاد: وفى المثنوى

مغز را خالى كن از انكار يار ... تا كه ريحان يابد از كلزار يار «١»

تا بيابى بوى خلد از يار من ... چون محمد بوى رحمان از يمن

فَأَشارَتْ إِلَيْهِ اى الى عيسى ان كلموه ليجيبكم ويكون كلامه حجة لى والظاهر انها حينئذ بينت نذرها وانها بمعزل عن محاورة الانس قالُوا منكرين لجوابها كَيْفَ نُكَلِّمُ نحدث مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ [در كهواره يعنى در خور كهواره] صَبِيًّا ولم نعهد فيما سلف صبيا رضيعا فى الحجر يكلمه عاقل لانه لا قدرة له على فهم الخطاب ورد الجواب وكان لا يقاع مضمون الجملة فى زمان ماض مبهم صالح لقريبه وبعيده وهو هاهنا لقريبه خاصة بدليل انه مسوق للتعجب او زائدة والظرف صلة من وصبيا حال من المستكن فيه او تامة او دائمة كما فى قوله تعالى وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً يقول الفقير الظاهر ان كان لتحقيق صباوته فان الماضي دال على التحقق قالَ استئناف بيانى كأنه قيل فماذا كان بعد ذلك فقيل قال عيسى بلسان فصيح إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ أقر على نفسه بالعبودية أول ما تكلم ردا على من يزعم ربوبيته من النصارى وازالة للتهمة عن الله مع إفادة ازالة تهمة الزنى عن امه لانه تعالى لا يخص الفاجرة بولد مثله قال الجنيد لست بعبد سوء ولا عبد طمع ولا عبد شهوة وفيه اشارة الى ان أفضل اسماء البشرية العبودية يقول الفقير سمعت من فم حضرة شيخى وسندى روح الله روحه انه قال عبد الله فوق عبد الرحمن وهو فوق عبد الرحيم وهو فوق عبد الكريم ولذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكذا عبد الحي وعبد الحق أعلى الأسماء وامثلها لان بعض الأسماء الالهية يدل على الذات وبعضها على الصفات وبعضها على الافعال والاولى ارفع من الثانية وهى من الثالثة قيل كان المستنطق لعيسى زكريا وقد أكرم الله تعالى اربعة من الصبيان باربعة أشياء يوسف بالوحى فى الجب وعيسى بالنطق فى المهد وسليمان بالفهم ويحيى بالحكمة فى الصباوة واما الفضيلة العظمى والآية الكبرى ان الله تعالى أكرم سيد المرسلين عليه وعليهم السلام فى الصباوة بالسجدة عند الولادة بانه رسول الله وشرح الصدر وختم النبوة وخدمة الملائكة والحور عند ولادته وأكرم بالنبوة فى عالم الأرواح قبل الولادة والصباوة وكفى بذلك اختصاصا وتفضيلا


(١) در أوائل دفتر چهارم در بيان اين تفسير حديث كه اهل بيتي كمثل سفينه نوح إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>