للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا) قالوا وكيف ذلك قال (يقول كل صباح ومساء اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة انى اعهد إليك بأنى اشهد ان لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك وانك ان تكلنى الى نفسى تقر بنى من الشر وتباعدني من الخير وانى لا أثق الا برحمتك فاجعل لى عهدا توفينيه يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فاذا قال ذلك طبع عليه بطابع) اى ختم عليه بخاتم (ووضع تحت العرش فاذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الذين لهم عند الرحمن عهدا فيدخلون الجنة كما فى بحر العلوم الكبير وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً اى قال اليهود والنصارى ومن يزعم من العرب ان الملائكة بنات الله فقال الله تعالى لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا الاد والادة بكسرهما العجب والأمر الفظيع والداهية والمنكر كالاد بالفتح كما فى القاموس اى فعلتم امرا منكرا شديدا لا يقادر قدره فان جاء واتى يستعملان فى معنى فعل فيعديان تعديته وقال الكاشفى [بدرستى كه آوردى چيزى زشت يعنى ناخوش وبى ادبانه] تَكادُ السَّماواتُ صفة الاد اى تقرب من ان يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ يتشققن مرة بعد اخرى من عظم ذلك الأمر فان التفطر التشقق وهو بالفارسية [شكافته شدن] واصل التفعل التكلف وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وتكاد تنشق الأرض وتنصدع اجزاؤها- وروى- عن بعض الصحابة انه قال كان بنو آدم لا يأتون شجرة الا أصابوا منها منفعة حتى قالت فجرة بنى آدم اتخذ الرحمن ولدا فاقشعرت الأرض وشاك الشجر وَتَخِرُّ الْجِبالُ اى تسقط وتتهدم هَدًّا مصدر مؤكد لمحذوف هو حال من الجبال اى تهد هدا اى تكسر كسرا يعنى [پاره پاره كردد] قال فى القاموس الهد الهدم الشديد والكسر كالهدود. والمعنى ان هول تلك الكلمة الشنعاء وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تطق بها هاتيك الاجرام العظام وتفتتت من شدتها او ان فظاعتها فى استجلاب الغضب واستيجاب السخط بحيث لولا حلمه تعالى على اهل الأرض وانه لا يعالجهم بالعقاب لخرب العالم وبدد قوائمه غضبا على من تفوه بها أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً منصوب على حذف اللام المتعلقة بتكاد او مجرور باضمارها اى تكاد السموات تتفطرن والأرض تنشق والجبال تخر لان دعوا له سبحانه ولدا ودعوا من دعا بمعنى سمى المتعدّى الى المفعولين وقد اقتصر على ثانيهما ليتناول كل مادعى له من عيسى وعزير والملائكة ونحوهم إذ لو قيل دعوا عيسى ولدا لما علم الحكم على العموم او من دعا بمعنى نسب الذي مطاوعه ادعى الى فلان اى انتسب اليه وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً حال من فاعل قالوا وينبغى مطاوع بغى إذا طلب اى قالوه والحال انه ما يليق به تعالى اتخاذ الولد ولا ينطلب له لو طلب مثلا لاستحالته فى نفسه وذلك لان الولد بضعة من الوالد فهو مركب ولا بد للمركب من مؤلف فالمحتاج الى المؤلف لا يصلح ان يكون الها إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ اى ما منهم أحد من الملائكة والثقلين فان بمعنى النفي كما وكل مبتدأ خبره آتى ومن موصوفة لأنها وقعت بعد كل نكرة إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ حال كونه عَبْداً اى الا وهو مملوك يأوى اليه بالعبودية والانقياد وفى العيون سيأتى جميع الخلائق يوم القيامة الى الرحمن خاضعا ذليلا مقرا بالعبودية كالملائكة

<<  <  ج: ص:  >  >>