للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكى از بهر مالك كشت موجود ... يكى را بهر رضوان آفريدند

قالَ فرعون فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى ما استفهام. والبال الحال التي يكترث بها ولذا يقال ما بالبيت بكذا اى ما اكترثت به ويعبر به عن الحال الذي ينطوى عليه الإنسان فيقال ما خطر ببالي كذا والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد. والاولى تأنيث الاول وواحد الاول كالكبرى والأكبر والكبر. والمعنى فما بال القرون الماضية وما خبر الأمم الخالية مثل قوم نوح وعاد وثمود وماذا جرى عليهم من الحوادث المفصلة قال فى الاسئلة المقحمة فان قلت هذا لا يليق بما تقدم قلنا ان موسى كان قد قال له انى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ان يلحقكم ما قد لحقهم ان لم تؤمنوا بي فلهذا سأله فرعون عن حالهم انتهى يقول الفقير هذا وان كان مطابقا لمقتضى الفاء الا ان الجواب لا يساعده مع ان القائل بالخوف ليس هو موسى بل الذي آمن وبعيد ان يحمل الذي آمن على موسى لعدم مساعدة السباق والسياق فارجع الى سورة المؤمن وقال بعضهم لما سمع البرهان خاف ان يزيد فى إيضاحه فيتبين لقومه صدقه فيؤمنوا به فاراد ان يصرفه عنه ويشغله بالحكاية فلم يلتفت موسى اليه ولذا قالَ اى موسى عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي اى ان علم احوال تلك القرون من الغيوب التي لا يعلمها الا الله ولا ملابسة للعلم بأحوالهم بمنصب الرسالة فلا اعلم منها الا ما علمنيه من الأمور المتعلقة بما أرسلت فِي كِتابٍ اى مثبت فى اللوح المحفوظ بتفاصيله لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى الضلال ان تخطئ الشيء فى مكانه فلم تهتد اليه والنسيان ان تغفل عنه بحيث لا يخطر ببالك وهما محالان على العالم بالذات. والمعنى لا يخطئ ابتداء بل يعلم كل المعلومات ولا يغفل عنه بقاء بل هو ثابت ابدا وهو لبيان ان إثباته فى اللوح المحفوظ ليس لحاجته تعالى اليه فى العلم به ابتداء وبقاء وانما كتب احكام الكائنات فى كتاب ليظهرها للملائكة فيزيد استدلالهم بها على تنزه علمه تعالى عن السهو والغفلة

برو علم يك ذره پوشيده نيست ... كه پيدا و پنهان بنزدش يكيست

فبعد الجواب القاطع رجع الى بيان شؤونه تعالى وقال الَّذِي اى هو الذي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً قال الامام الراغب المهد ما يهيأ للصبى والمهد والمهاد المكان الممهد الموطأ قال تعالى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً انتهى قال الكاشفى [خوش كسترانيد كه بر ان مى نشينيد ومسكن ميسازيد] وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا السلوك النفاذ فى الطريق [يعنى اندر راه شدن ورفتن] وسلك لازم ومتعد يقال سلكت الشيء فى الشيء أدخلته والسبل جمع سبيل وهو من الطرق ما هو معتاد السلوك. والمعنى جعل لكم اى لا جلكم لا لغيركم طرقا كثيرة ووسطها بين الجبال والاودية والبراري تسلكونها من قطر الى قطر لتقضوا منها مآربكم وتنتفعوا بمنافعها وَأَنْزَلَ النزول هو الانحطاط من علو يقال نزل عن دابته ونزل فى مكان كذا حط رحله فيه وانزل غيره مِنَ السَّماءِ اى من الفلك او من السحاب فان كل ما علا سحاب ماءً هو جسم سيان قد أحاط حول الأرض والمراد هنا المطر وهو الاجزاء المائية إذا التأم بعضها مع بعض ونكره قصدا الى معنى البعضية اى انزل

<<  <  ج: ص:  >  >>