للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببرديم] ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ [آنچهـ ويرا بود از رنج يعنى او را شفا داديم]- روى- انه قيل له يوم الجمعة عند السحر او وقت زوال الشمس ارفع رأسك فقد استجيب لك اركض برجلك اى اضرب بها الأرض فركض فنبعت من تحتها عين ماء فاغتسل منها فلم يبق فى ظاهر بدنه دودة الا سقطت ولا جراحة الا برئت ثم ركض مرة اخرى فنبعت عين اخرى فشرب منها فلم يبق فى جوفه داء إلا خرج وعاد صحيحا ورجع الى شبابه وجماله ثم كسى حلة قال بعض الكبار السر فى ابتلائه تصفية وجوده بالرياضات الشاقة وانواع المجاهدات البدنية لتكميل المقامات العلية فامر بضرب ارض النفس ليظهر له ماء الحياة الحقيقية متجسدا فى عالم المثال فيغتسل به فتزول من بدنه الأسقام الجسمانية ومن قلبه الأمراض الروحانية فلما جاهد وصفا استعداده وصار قابلا للفيض الإلهي ظهر له من الحضرة الروحانية ماء الحياء فاغتسل به فزال من ظاهره وباطنه ما كان سبب الحجاب والبعد عن ذلك الجناب الإلهي انتهى وأراد الله تعالى ان يجعل الدود عزيزا بسبب صحبة أيوب فان الدود أذل شىء وصحبة الشريف تعزه كما أعز حوت يونس فلما تناثرت منه صعدت الى الشجرة وخرج من لعابها الإبريسم ليصير لباسا ببركة أيوب: قال الشيخ سعدى قدس سره

كلى خوشبوى در حمام روزى ... رسيد از دست محبوبى بدستم

بدو كفتم كه مشكى يا عبيرى ... كه از بوى دلاويز تو مستم

بگفتا من كل ناچيز بودم ... وليكن مدتى با كل نشستم

كمال همنشين بر من اثر كرد ... وكرنه من همان خاكم كه هستم

قالوا من كان مجاورا للعزيز والشريف صار عزيزا شريفا ومن كان مجاورا للذليل والوضيع كان ذليلا ووضيعا ألا ترى ان الصبا إذا مرت بالازهار والأوراد تحمل الرائحة الطيبة وإذا عبرت على المستقذرات تحمل الرائحة الخبيثة وقس على هذا من كان مصاحبا لاوصاف النفس ومن كان مجاورا لاخلاق الروح وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ بان ولد له ضعف ما كان- روى- ان الله تعالى رد الى امرأته شبابها فولدت له ستة وعشرين ولدا كما هو المروي عن ابن عباس رضى الله عنهما ورد أمواله وكان رحيما بالمساكنين يكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف ويبلغ ابن السبيل وفى الحديث (بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل أيوب يحثو فى ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى لى عن بركتك) وفيه دلالة على اباحة تكثير المال الحلال رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا اى آتيناه ما ذكر لرحمتنا إياه بالرحمة الخاصة وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ وتذكرة وعبرة لغيره من العابدين ليعلموا بذلك كمال قدرتنا ويصبروا كما صبر أيوب فيثابوا كما أثيب

هر كه او در راه حق صابر بود ... بر مراد خويشتن قادر بود

صبر بايد تا شود يكسو حرج ... زانكه كفت الصبر مفتاح الفرج

واعلم ان بلاء أيوب من قبيل الامتحان ليبرز ما فى ضميره فيظهر لخلقه درجته اين هو من ربه وبلاء يوسف من قبيل تعجيل العقوبة اى على قوله اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ. وبلاء يحيى حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>