للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اين سجد، مختلف فيه است وبمذهب امام شافعى سجده هفتم باشد از سجدات قرآن وحضرت شيخ اين را سجدة الفلاح كفته] وقال الامام الأعظم والامام مالك دل مقارنة السجود بالركوع فى الآية على ان المراد سجود الصلاة قال فى التأويلات النجمية يشير بقوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الآية الى الرجوع من تكبر قيام الانسانية الى تواضع خشوع الحيوانية فان الحيوانات على اربع فى الركوع لقوله (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) والرجوع من الركوع الى الانكسار والذلة والنباتية فى السجود فان النبات فى السجود لقوله (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) لان الروح بهذه المنازل كان مجيئه من عالم الأرواح عبر على المنزل النباتي ثم على المنزل الحيواني الى ان بلغ المنزل الإنساني فعند رجوعه الى الحضرة يكون عبوره على هذه المنازل وهذا سر قوله صلى الله عليه وسلم (الصلاة معراج المؤمنين) ثم قال (وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) يعنى بهذا الرجوع اليه خالصا لوجه تعالى (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) بالتوجه الى الله فى جميع أحوالكم واعمال الخير كلها (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) بالعبور على هذا المنازل من حجب الظلمات النفسانية والأنوار الروحانية وَجاهِدُوا الجهاد والمجاهدة استفراغ الوسع فى مدافعة العدو فِي اللَّهِ اى فى سبيل الله كما فى تفسير الجلالين وقال فى غيره اى لله ولاجله اعداء دينه الظاهرة كاهل الزيغ والباطنة كالهوى والنفس حَقَّ جِهادِهِ [چنانكه سزاوار جهاد او باشد يعنى بدل صافى ونيت خالص] اى جهادا فيه حقا خالصا لوجهه فعكس وأضيف الحق الى الجهاد مبالغة وأضيف الجهاد الى الضمير الراجع الى الله اتساعا قال الامام الراغب الجهاد ثلاثة اضرب مجاهدة العدو الظاهر ومجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس وتدخل ثلاثتها فى قوله تعالى (وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ) وفى الحديث (جاهدوا الكفار بايديكم والسنتكم) وفى الحديث (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) وعنه صلى الله عليه وسلم انه رجع من غزوة تبوك فقال (رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر) فجهاد النفس أشد من جهاد الأعداء والشياطين وهو حملها على اتباع الأوامر والاجتناب عن النواهي: وفى المثنوى

اى شهان كشتيم ما خصم برون ... ماند ازو خصمى بتر در اندرون «١»

كشتن اين كار عقل وهوش نيست ... شير باطن سخره خركوش نيست

هُوَ اجْتَباكُمْ اى هو اختاركم لدينه ونصرته لا غيره وفيه تنبيه على ما يقتضى الجهاد ويدعو اليه قال ابن عطاء الاجتبائية أورثت المجاهدة لا المجاهدة أورثت الاجتبائية وفى التأويلات النجمية (وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ) بان تجاهدوا النفوس فى تزكيتها بأداء الحقوق وترك الحظوظ وتجاهدوا القلوب فى تصفيتها بقطع تعلقات الكونين ولزوم المراقبات عن الملاحظات وتجاهدوا الأرواح فى تحليتها بافناء الوجود فى وجوده ليبقى بوجوده وجوده (هُوَ اجْتَباكُمْ) لهذه الكرامات من بين سائر البريات ولولا ان اجتباكم واستعداد هذا الجهاد اعطاكم واليه هداكم لما جهدتم فى الله كما قيل

فلولاكمو ما عرفناه الهوى ... ولولا الهوى ما عرفناكمو

ومن مبادى الحق الجهاد وهو ان لا يفتر مجاهدة النفس لحظة كما قال قائلهم

يا رب ان جهادى غير منقطع ... فكل أرضك لى ثغر وطرطوس


(١) در اواسط دفتر يكم در بيان تفسير رجعنا من الجهاد الأصغر إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>