للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان التكاليف بالأعمال الصالحة والعبادات فى حقهم أتم وأكمل إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ من الأعمال الظاهرة والباطنة عَلِيمٌ فاجازيكم عليه وفى الآية دلالة على بطلان ما عليه الرهابنة من رفض الطيبات يعنى على تقدير اعتقادهم بان ليس فى دينهم أكل الطيبات واعلم ان تأخير ذكر العمل الصالح يدل على ان تكون نتيجته أكل الحلال: وفى المثنوى

علم وحكمت زايد از لقمه حلال ... عشق ورقت آيد از لقمه حلال «١»

چون ز لقمه تو حسد بينى ودام ... جهل وغفلت زايد آنرا دان حرام

هيچ كندم كارى وجو بر دهد ... ديده اسبى كه كره خر دهد

لقمه تخمست وبرش انديشها ... لقمه بحر وكوهرش انديشها

زايد از لقمه حلال اندر دهان ... ميل خدمت عزم رفتن آن جهان

قال الراغب اصل الطيب ما تستلذه الحواس والنفس والطعام الطيب فى الشرع ما كان متناولا من حيث ما يجوز وبقدر ما يجوز من المكان الذي يجوز فانه متى كان كذلك كان طيبا عاجلا وآجلا لا يستوخم والا فانه وان كان طيبا عاجلا لم يطب آجلا وفى الحديث (ان الله طيب لا يقبل الا طيبا) : قال صاحب روضة الاخبار

فرموده لقمه كه در اصل نباشد حلال ... زونقتد مرد مكر در ضلال

قطره باران تو چون صاف نيست ... كوهر درياى تو شفاف نيست

وكان عيسى عليه السلام يأكل من غزل امه وكان رزق نبينا عليه السلام من الغنائم وهو أطيب الطيبات- روى- عن اخت شداد انها بعثت الى رسول الله بقدح من لبن فى شدة الحر عند حظره وهو صائم فرده إليها وقال من اين لك هذا فقالت من شاة لى ثم رده وقال من اين هذه الشاة فقالت اشتريتها بمالى فاخذه ثم انها جاءته وقالت يا رسول الله لم رددته فقال بذلك أمرت الرسل ان لا يأكلوا الا طيبا ولا يعملوا الا صالحا قال الامام الغزالي رحمه الله إذا كان ظاهر الإنسان الصلاح والستر فلا حرج عليك فى قبول صلاته وصدقته ولا يلزمك البحث بان تقول قد فسد الزمان فان هذا سوء ظن بذلك الرجل المسلم بل حسن الظن بالمسلمين مأمور به قال ابو سليمان الداراني رحمه الله لان أصوم النهار وأفطر الليل على لقمة حلال أحب الى من قيام الليل وصوم النهار وحرام على شمس التوحيد ان تحل قلب عبد فى جوفه لقمة حرام ثم ان أكل الطيبات وان رخص فيه لكنه قد يترك قطعا للطبيعة عن الشهوات قال ابو الفرج بن الجوزي ذكر القلب فى المباحات يحدث له ظلمة فكيف تدبير الحرام إذا غير المسك الماء منع الوضوء به فكيف ولوغ الكلب ولذا قال بعض الكبار من اعتاد بالمباحات حرم لذة المناجاة اللهم اجعلنا من اهل التوجه والمناجاة وَإِنَّ هذِهِ اى ملة الإسلام والتوحيد وأشير إليها بهذه للتنبيه على كمال ظهور أمرها فى الصحة والسداد وانتظامها بسبب ذلك فى سلك الأمور المشاهدة أُمَّتُكُمْ اى ملتكم وشريعتكم ايها الرسل قال القرطبي الامة هنا الدين ومنه انا وجدنا آباءنا على امة اى على دين مجتمع أُمَّةً واحِدَةً حال من هذه اى ملة وشريعة متحدة فى اصول الشرائع التي لا تتبدل بتبدل الاعصار واما الاختلاف


(١) در اواسط دفتر يكم در بيان تعظيم كردن ساحران موسى را إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>