للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطايست هر موى ازو بر تنم ... چهـ كونه بهر موى شكرى كنم

اعلم ان الآية الكريمة اشارة الى ان ورد النفل لا يقضى إذا فات لكن على طريق الاستحباب لا على طريق الوجوب وذلك ان دوام الورد سبب لدوام الوارد ودوام الوارد سبب للوصلة ألا ترى ان النهر انما يصل الى البحر بسبب امداد الأمطار والثلوج التي فى الجبال فلو انقطع المدد فقد المرام كما قال الصائب

از زاهدان خشك رسايى طمع مدار ... سيل ضعيف واصل دريا نميشود

ولذا أكب العباد والسلاك على الأوراد فى الليل والنهار وجعلوها على أنفسهم بمنزلة الواجبات ولذا لوفات عنهم ورد الليل قضوه فى النهار ولو فات عنهم ورد النهار قضوه فى الليل يعنى أتوا ببدله مما كان مثلا له حتى لا ينقطعوا دون السبيل فمن عرف الطريق الى الله لا يرجع ابدا ولو رجع عذب فى الدارين بما لم يعذب به أحد من العالمين فعليك بالورد صباحا ومساء فانه من ديدن السلف الصالحين وإياك والغفلة عنه فانها من دأب من بال على اذنه الشيطان من الفاسقين وعن الشيخ ابى بكر الضرير رضى الله عنه قال كان فى جوارى شاب حسن الوجه يصوم بالنهار ولا يفطر ويقوم الليل ولا ينام فجاءنى يوما وقال يا أستاذ انى نمت عن وردى الليلة فرأيت كأن محرابى قد انشق وكأنى بجوار قد خرجن من المحراب لم ار احسن وجها منهن وإذا واحدة فيهن شوهاء اى قبيحة لم ار أقبح منها منظرا فقلب لمن أنتن ولمن هذه فقلن نحن لياليك التي مضين وهذه ليلة نومك فلومت فى ليلتك هذه لكانت هذه حظك ثم انشأت الشوهاء تقول

اسأل لمولاك وارددني الى حالى ... فانت قبحتنى من بين اشكالى

لا ترقدنّ الليالى ما حييت فان ... نمت الليالى فهن الدهر أمثالي

فاجابتها جارية من الحسان

نحن الليالى اللواتى كنت تسهرها ... تتلو القرآن بترجيع ورنات

نحن الحسان اللواتى كنت تخطبنا ... جوف الظلام بانات وزفرات

قال ثم شهق شهقة خرميتا ذكره الامام اليافعي فى روض الرياحين- وروى- ان إبليس ظهر ليحيى ابن زكريا عليهما السلام فرأى عليه معاليق من كل شىء فقال يحيى يا إبليس ما هذه المعاليق التي ارى عليك قال هذه الشهوات التي أصيب بهن ابن آدم قال فهل لى فيها من شىء قال ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر قال يحيى هل غير ذلك قال لا والله قال لله علىّ ان لا املأ بطني من طعام ابدا قال إبليس ولله على ان لا انصح مسلما ابدا كذا فى آكام المرجان واحتضر عابد فقال ما تأسفى علىّ دار احزان والخطايا والذنوب وانما تأسفى على ليلة نمتها ويوم افطرته وساعة غفلت فيها عن ذكر الله فمن وجد الفرصة فليسارع وبقية العمر ليس لها ثمن

اى كه پنجاه رفت ودر خوابى ... مكر اين پنج روز دريابى

خواب نوشين بامداد رحيل ... باز دارد پياده را ز سبيل

[كفته اند ايزد تعالى فلك را آفريد ومدت دور وى دو قسم كردانيد يك قسم از ان شب ديجور نهاد كه اندر ان وقت روى زمين بسان قير شود وقسم ديكر روز با نور نهاد كه روى زمين بسان كافور شود از روى اشارت ميكويد اى كسانى كه اندر روشنايى روز دولت

<<  <  ج: ص:  >  >>