للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر بالمواظبة على تلاوته والمداومة على تكراره فمن سنة القارئ ان يقرأ القرآن كل يوم وليلة كيلا ينساه وعن النبي عليه السلام (عرضت علىّ ذنوب أمتي فلم أر ذنبا اكبر من آية او سورة أوتيها الرجل ثم نسيها) والنسيان ان لا يمكنه القراءة من المصحف كذا فى القنية وكان ابن عيينة يذهب الى ان النسيان الذي يستحق صاحبه اللوم ويضاف اليه الإثم ترك العمل به والنسيان فى لسان العرب الترك قال تعالى (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) اى تركوا وقال تعالى (نَسُوا اللَّهَ) اى تركوا طاعته (فَنَسِيَهُمْ) اى فترك رحمتهم قال شارح الجزرية وقراءة القرآن من المصحف أفضل من قراءة القرآن من حفظه هذا هو المشهور عن السلف ولكن ليس هذا على إطلاقه بل ان كان القارئ من حفظه يحصل له التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر اكثر مما يحصل له من المصحف فالقراءة من الحفظ أفضل وان تساويا فمن المصحف أفضل لان النظر فى المصحف عبادة واستماع القرآن من الغير فى بعض الأحيان من السنن

دل از شنيدن قرآن بگيردت همه وقت ... چوباطلان ز كلام حقت ملول چيست «١»

قال فى كشف الاسرار قلوب الخواص من العلماء بالله خزائن الغيب فيها براهين حقه وبينات سره ودلائل توحيده وشواهد ربوبيته فقانون الحقائق قلوبهم وكل شىء يطلب من موطنه ومحله [در شب افروز

از صدف جويند وآفتاب تابان از برج فلك وعسل مصفى از نحل ونور معرفت ووصف ذات احديت از دلهاى عارفان جويند كه دلهاى ايشان قانون معرفت است ومحل تجلىء صفات] بل يطلب حضرة جلاله عند حظائر قدس قلوب خواص عباده كما سأل الله موسى عليه السلام قال «الهى اين أطلبك قال انا عند المنكسرة قلوبهم من اجلى» : وفى المثنوى

از درون واهل دل آب حيات ... چند نوشيدى ووا شد چشمهات

پس غذاى سكر ووجد وبيخودى ... از در اهل دلان بر جان زدى

قال المولى الجامى

نكته عرفان مجو از خاطر آلودگان ... كوهر مقصود در دلهاى پاك آمد صدف

وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا مع كونها كما ذكر إِلَّا الظَّالِمُونَ اى المتجاوزون للحدود فى الشر والمكابرة والفساد- روى- ان المسيح بن مريم عليه السلام قال للحواريين «انا اذهب وسيأتيكم الفارّ قليط يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه ولكنه ما يسمع به يكلمكم ويسوسكم بالحق ويخبركم بالحوادث والغيوب وهو يشهدلى كما شهدت له فانى جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل ويفسر لكم كل شىء» قوله يخبركم بالحوادث. يعنى ما يحدث فى الازمنة المستقبلة مثل خروج الدجال وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها وأشباه ذلك ويعنى بالغيوب امر القيامة من الحساب والجنة والنار مما لم يذكر فى التوراة والإنجيل والزبور وذكره نبينا صلى الله عليه وسلم كذا فى كشف الاسرار وفى الآية اشارة الى ان الحرمان من رؤية الآيات من خصوصية رين الجحد والإنكار إذا غلب على القلوب فتصدأ كما تصدأ المرآة فلا تظهر فيها نقوش الغيوب وتعمى عن رؤية الآيات: قال الكمال الخجندي


(١) در أوائل دفتر سوم در بيان قصه اهل سبا وطاغى كردن إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>