للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتابوته في جميع مملكته وينادى مناد من له علينا حق فليأت فلم يوجد أحد في ولايته له عليه حق من درهم- روى- ان أبا حنيفة كان له على بعض المجوس مال فذهب الى داره ليطالبه به فلما وصل الى باب داره وقع نعله على نجاسة فنفض نعله فانقلعت النجاسة عن نعله ووقعت على حائط دار المجوسي فتحير ابو حنيفة رحمه الله وقال ان تركتها كان ذلك شيأ يقبح جدار ذلك المجوسي وان حككتها احفر التراب من الحائط فدق الباب فخرجت الجارية فقال لها قولى لمولاك ان أبا حنيفة بالباب فخرج اليه وظن انه يطالبه بالمال وأخذ يعتذر فقال ابو حنيفة رحمه الله هاهنا ما هو اولى بالاعتذار وذكر قصة الحدار وانه كيف السبيل الى التطهير فقال المجوسي فانا ابدأ بتطهير نفسى فأسلم في الحال والنكتة ان أبا حنيفة لما احترز عن ظلم ذلك المجوسي في ذلك القدر القليل فلأجل بركة ذلك اسلم المجوسي ونجا من شقاوة الابد فمن احترز عن الظلم نال سعادة الدارين والا فقد وقع في الخذلان- حكى- ان نصرانيا كان يحمل امرأته على حمار فأتى بعض قرى المسلمين فقطع واحد من الرنود ذنب حماره فوثب الحمار وسقطت المرأة وانكسرت يداها والقت حملها ايضا فذهب النصراني الى قاضى تلك القرية شاكيا فقال القاضي لذلك الرند خذ هذا الحمار وامسكه حتى ينبت ذنبه والمرأة حتى تحمل حملا وتصح عندك يداها فقال النصراني أهكذا حكم شريعتكم ثم رفع رأسه الى السماء وقال إلهي أنت حليم ولا صبر لى على هذا فاحكم يا ناظر الملهوفين ويا ناصر المظلومين فمسخ الله ذلك القاضي فصار حجرا من ساعته ففى هذه الحكاية شيئان. الاول ان هذا القاضي بظلمه وقع فيما وقع من البلاء العظيم. والثاني انه يجب الاحتراز عن الظلم وان كان المظلوم كافرا فان دعاء الكافر يسمع والاشارة في الآية ان الأموال خلقت لمصالح قوام النفس وان النفس خلقت للقيام بمراسم العبودية لقوله وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ليعلموا ان الأموال والأنفس لله فلا يتصرفون فيهما الا بامر الله وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ بهوى النفس والحرص والشهوة والإسراف على الغفلة وكلوا بالحق والقناعة والتقوية على الطاعة والقيام بالعبودية وَلا تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ وهي النفس الامارة بالسوء لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ من الأموال التي خلقت للاستعانة بها على العبودية بِالْإِثْمِ اى بالقطيعة والغفلة مستعينين بها على المعصية كالحيوانات والبهائم فيكون حاصلكم ومرجعكم ومثواكم النار ويأكلون كما تأكل الانعام والنار مثوى لهم وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ حاصل الأمر ولا تعملون به كذا في التأويلات النجمية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ روى ان معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الانصاريين قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الحيط ثم يزيد حتى يمتلئ ويستوى ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا اولا ولا يكون على حالة واحدة فأنزل الله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ وهي جمع هلال والهلال أول ما يظهر لك من نور القمر الى ثلاث ليال وسمى هلالا لان الناس يرفعون أصواتهم بالذكر عند رؤيته من قولهم استهل الصبى إذا صرخ حين يولد واهل القوم بالحج إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية قُلْ يا محمد هِيَ الاهلة مَواقِيتُ جمع ميقات من الوقت والفرق بينه وبين المدة والزمان ان المدة المطلقة امتداد حركة الفلك من مبدئها الى منتهاها والزمان مدة مقسومة الى

<<  <  ج: ص:  >  >>