للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعظم قيمة وكلما كثر العدد كان أصغر جسما وأرخص قيمة والمتكون من قطرة واحدة هى الدرة اليتيمة التي لا قيمة لها والأخريان بعدها

ز بر افكند قطره سوى يم ... ز صلب او افكند نطفه در شكم

از ان قطره لؤلؤ لالا كند ... وزين صورتى سرو بالا كند

فالصدفة تنقلب الى ثلاثة أطوار فى الاول طور الحيوانية فاذا وقع القطر فيها ماتت الدويبة وصارت فى طور الحجرية ولذلك غاصت الى القرار وهذا طبع الحجر وهو الطور الثاني وفى الطور الثالث وهو الطور النباتي تشرس فى قرار البحر وتمد عروقها كالشجرة ذلك تقدير العزيز العليم ولمدة حملها وانعقادها وقت معلوم وموسم يجتمع فيه الغواصون والتجار لاستخراج ذلك هذا فى البحر. واما فى البر ففى الثامن عشر من نيسان تخرج فراخ الحيات التي ولدت فى تلك السنة وتصير من بطن الأرض الى وجهها كالاصداف فى البحر وتفتح أفواهها نحو السماء كما فتحت الاصداف فما نزل من قطر السماء فى فمها أطبقت فمها عليه ودخلت بطن الأرض فاذا تم حمل الصدف فى البحر وصار لؤلؤا شفافا صار ما دخل فى فم فراخ الحيات داء وسماء فالماء واحد والاوعية مختلفة والقدرة صالحة لكل شىء وقد قيل فى هذا المعنى

ارى الإحسان عند الحرّ دينا ... وعند الندل منقصة وذمّا

كقطر الماء فى الاصداف درّا ... وفى جوف الأفاعي صار سما

كذا فى خريدة العجائب وفريدة الغرائب للشيخ العلامة ابى حفص الوردي رحمه الله قال فى التأويلات النجمية يشير الى بر النفس وبحر القلب وفساد النفس بأكل الحرام وارتكاب المحظورات وتتبع الشهوات وفساد القلب بالعقائد السوء ولزوم الشبهات والتمسك بالأهواء والبدع والاتصاف بالأوصاف الذميمة وحب الدنيا وزينتها وطلب شهواتها ومنافعها ومن أعظم فساد القلب عقد الإصرار على المخالفات كما ان من أعظم الخيرات صحة العزم على التوجه الى الحق والاعراض عن الباطل انتهى. وايضا البر لسان علماء الظاهر وفساده بالتأويلات الفاسدة. والبحر لسان علماء الباطن وفساده بالدعاوى الباطلة ماه ناديده نشانها ميدهند بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ اى بسبب شؤم المعاصي التي كسبها الناس فى البر والبحر بمزاولة الأيدي غالبا ففيه اشارة الى ان الكسب من العبد والتقدير والخلق من الله تعالى فالطاعة كالشمس المنيرة تنتشر أنوارها فى الآفاق فكذا الطاعة تسرى بركاتها الى الأقطار فهى من تأثيرات لطفه تعالى والمعصية كالليلة المظلمة فكما ان الليلة تحيط ظلمتها بالجوانب فكذا المعصية تتفرق شامتها الى الأقارب والأجانب فهى من تأثيرات قهره تعالى وأول فساد ظهر فى البر قتل قابيل أخاه هابيل. وفى البحر أخذ الجلندى الملك كل سفينة غصبا وفى المثل اظلم من ابن الجلندى بزيادة ابن كما فى انسان العيون وكان من أجداد الحجاج بينه وبينه سبعون جدّا وكانت الأرض خضرة معجبة بنضارتها لا يأتى ابن آدم شجرة إلا وجد عليها ثمرة وكان ماء البحر عذبا وكان لا تقصد الأسود البقر فلما وقع قتل المذكور تغير ما على الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>