للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغناء والكفاية كقوله تعالى (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) وبالفارسية [وبترسيد از روزى كه دفع نكند عذاب را وباز ندارد پدر از پسر خويش] والولد ولو كان يقع على القريب والبعيد اى ولد الولد لكن الاضافة تشير الى الصلبى القريب فاذا لم يدفع عما هو الصق به لم يقدر ان يدفع عن غيره بالطريق الاولى. ففيه قطع لاطماع اهل الغرور المفتخرين بالآباء والأجداد المعتمدين على شفاعتهم من غير ان يكون بينهم جهة جامعة من الايمان والعمل الصالح وَلا مَوْلُودٌ [ونه فرزندى] عطف على والد وهو مبتدأ خبره قوله هُوَ جازٍ قاد ومؤدّ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً ما من الحقوق وخص الولد والوالد بالذكر تنبيها على غيرهما والمولود خاص بالصلبي الأقرب فاذا لم يقبل شفاعته للاب الاول الذي ولدمنه لم يقبل لمن فوقه من الأجداد وتغيير النظم للدلالة على ان المولود اولى بان لا يجزى ولقطع طمع من توقع من المؤمنين ان ينفع أباه الكافر فى الآخرة ولذا قالوا ان هذا الخبر خاص بالكفار فان أولاد المؤمنين وآباءهم ينفع بعضهم بعضا قال تعالى (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) اى بشرط الايمان إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالحشر

والجنة والنار والثواب والعقاب والوعد يكون فى الخير والشر يقال وعدته بنفع وضر وعدا وميعادا والوعيد فى الشر خاصة حَقٌّ كائن لا خلف فيه فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا يقال غره خدعه وأطعمه بالباطل فاغتر هو كما فى القاموس والمراد بالحياة الدنيا زينتها وزخارفها وآمالها: يعنى [بمتاعهاى دلفريب او فريفته مشويد] وفى التأويلات النجمية اى بسلامتكم فى الحال وعن قريب ستندمون فى المآل انتهى وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ قال فى المفردات الغرور كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغارين اى ولا يخدعنكم الشيطان المبالغ فى الغرور والخدعة بان يرجيكم التوبة والمغفرة فيجسركم على المعاصي وينسيكم الرجوع الى القبور ويحملكم على الغفلة عن احوال القيامة وأهوالها وعذر فردارا عمر فردا بايد

كار امروز بفردا نكذارى زنهار ... روز چون يافته كار كن وعذر ميار

قال فى كشف الاسرار الغرة بالله حسن الظن به مع سوء العمل وفى الخبر (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله المغفرة) ونعم ما قيل ان السفينة لا تجرى على اليبس فلا بد من الأعمال الصالحة فان بها النجاة وبها يلتحق الأواخر بالاوائل ففى الآية حسم لمادة الطمع فى الانتفاع بالغير مع إهمال الإسلام او الطاعات اعتمادا على صلاح الغير فان يوم القيامة يوم عظيم لا ينفع فيه من له اتصال الولادة فما ظنك بما سواها ويشتغل كل أحد بنفسه الا من رحمه الله تعالى وعن كعب الأحبار تقول امرأة من هذه الامة لولدها يوم القيامة يا ولدي أما كان لك بطني وعاء وحجرى وطاء وثديى سقاء كما قال الشيخ سعدى قدس سره

نه طفلى زبان بسته بودى ز لاف ... همى روزى آمد بجوفت ز ناف

چونافت بريدند روزى گسست ... به پستان مادر درآويخت دست

<<  <  ج: ص:  >  >>