للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد الفناء فى الوحدة فيتكلموا بالحق عن الحق للحق فاذا سمع اهل الباطن كلامهم فى الحقائق من ربهم أنكر عليهم اهل الغفلة انه من الله

زد شيخ شهر طعنه بر اسرار اهل دل ... المرء لا يزال عدوا لما جهل «١»

ثم اضرب عنه الى بيان حقيقة ما أنكروه فقال بَلْ [نه چنين است كافران ميكويند بلكه] هُوَ اى القرآن الْحَقُّ [سخن درست وراست است فرآمده] مِنْ رَبِّكَ [از پروردگار تو] ثم بين غايته فقال لِتُنْذِرَ [تا بيم كنى از عذاب الهى] قَوْماً هم العرب ما نافية أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مخوف مِنْ قَبْلِكَ اى من قبل إنذارك او من قبل زمانك إذ كان قريش اهل الفطرة وأضل الناس وأحوجهم الى الهداية لكونهم امة أمية وفى الحديث (ليس بينى وبينه نبى) اى ليس بينى وبين عيسى نبى من العرب اما إسماعيل عليه السلام فكان نبيا قبل عيسى مبعوثا الى قومه خاصة وانقطعت نبوته بموته واما خالد بن سنان فكان نبيا بعد عيسى ولكنه إضاعة قومه فلم يعش الى ان يبلغ دعوته وقد سبقت قصته على التفصيل فعلم من هذا ان اهل الفطرة ألزمتهم

الحجة العقلية لانهم كانوا عقلاء قادرين على الاستدلال لكنهم لم تلزمهم الحجة الرسالية لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ بانذارك إياهم والترجي معتبر من جهته عليه السلام اى لتنذرهم راجيا لاهتدائهم الى التوحيد والإخلاص فعلم منه ان المقصود من البعثة تعريف طريق الحق وكل يهتدى بقدر استعداده الا ان لا يكون له استعداد أصلا كالمصرين فانهم لم يقبلوا التربية والتعريف وكذا من كان على جبلتهم الى يوم القيام

توان پاك كردن ز ژنك آينه ... وليكن نيايد ز سنك آينه

واما قول المثنوى

كر تو سنك صخره ومرمر شوى ... چون بصاحب دل رسى كوهر شوى

فلذلك فى حق المستعد فى الحقيقة ألا ترى ان أبا جهل رأى النبي عليه السلام ووصل اليه لكن لما رآه بعين الاحتقار وانه يتيم ابى طالب لابعين التعظيم وانه رسول الله ووصل اليه وصول عناد وانكار لا وصول قبول واقرار لم يصر جوهرا وهكذا حال ورثته مع المقرين والمنكرين ثم ان الاهتداء اما اهتداء الى الجنة ودرجاتها وذلك بالايمان والإخلاص واما اهتداء الى القربة والوصلة وذلك بالمحبة والترك والفناء والاول حال اهل العموم والثاني حال اهل الخصوص وهو أكمل من الاول فعليك بقبول الإرشاد لتصل الى المراد وإياك ومتابعة اهل الهوى فانهم ليسوا من اهل الهدى والميت لا يقدر على تلقين الحي وانما يقدر الحي تلقين الميت- روى- ان الشيخ نجم الدين الاصفهانى قدس سره خرج مع جنازة بعض الصالحين بمكة فلما دفنوه وجلس الملقن يلقنه ضحك الشيخ نجم الدين وكان من عادته لا يضحك فسأله بعض أصحابه عن ضحكه فزجره فلما كان بعد ذلك قال ما ضحكت الا انه لما جلس على القبر يلقن سمعت صاحب القبر يقول ألا تعجبون من ميت يلقن حيا قال الصائب


(١) در أوائل دفتر يكم در بيان منازعت كردن امرا با يكديكر را

<<  <  ج: ص:  >  >>