للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَخَذْنا مِنْهُمْ اى من النبيين مِيثاقاً غَلِيظاً اى عهدا وثيقا شديدا على الوفاء بما التزموا من تبليغ الرسالات وأداء الأمانات وهذا هو الميثاق الاول بعينه والتكرير لبيان هذا الوصف لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ متعلق بمضمر مستأنف مسوق لبيان ما هو داع الى ما ذكر من أخذ الميثاق وغاية له لا باخذنا فان المقصود تذكير نفس الميثاق ثم بيان الغرض منه بيانا قصديا كما ينبىء عنه تغيير الأسلوب بالالتفات الى الغيبة. والمعنى فعل الله ذلك ليسأل يوم القيامة الأنبياء الذين صدقوا عهودهم عما قالوا لقومهم: يعنى [از راستىء ايشان در سخن كه با قوم كفته اند]- روى- فى الخبر انه يسأل القلم يوم القيامة فيقول ما فعلت بامانتى فيقول يا رب سلمتها الى اللوح ثم يصير القلم يرتعد مخافة ان لا يصدقه اللوح فيسأل اللوح فيقر بان القلم قد ادى الامانة وانه قد سلمها الى اسرافيل فيقول لاسرافيل ما فعلت بامانتى التي سلمها إليك اللوح فيقول سلمتها الى جبريل فيقول لجبريل ما فعلت بامانتى فيقول سلمتها الى أنبيائك فيسأل الأنبياء فيقولون سلمناها الى خلقك فذلك قوله (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) قال القرطبي إذا كان الأنبياء يسألون فكيف من سواهم

دران روز كز فعل پرسند وقول ... أولوا العزم را تن بلرزد ز هول

بجايى كه دهشت خورد انبيا ... تو عذر كنه را چهـ دادى بيا

وفى مسألة الرسل والله يعلم انهم لصادقون التبكيت للذين كفروا بهم واثبات الحجة عليهم ويجوز ان يكون المعنى ليسأل المصدقين للانبياء عن تصديقهم لان مصدق الصادق صادق وفى الاسئلة المقحمة ما معنى السؤال عن الصدق فان حكم الصدق ان يثاب عليه لا ان يسأل عنه والجواب ان الصدق هاهنا هو كلمة الشهادتين وكل من تلفظ بهما وارتسم شعائرهما يسأل عن تحقيق احكامهما والإخلاص فى العمل والاعتقاد بهما كما قال الراغب ليسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله ففيه تنبيه على انه لا يكفى الاعتراف بالحق دون تحريه بالفعل

از عشق دم مزن چونكشتى شهيد عشق ... دعوىء اين مقام درست از شهادتست

: وفى المثنوى

وقت ذكر غز وشمشيرش دراز ... وقت كروفر تيغش چون پياز «١»

قال الجنيد قدس سره فى الآية ليسأل الصادقين عن صدقهم اى عنده لا عندهم انتهى وهذا الذي فسره معنى لطيف فان الصدق والإسلام عند الخلق سهل ولكن عند الحق صلب فنسأل الله ان يجعل صدقنا واسلامنا حقيقيا وَأَعَدَّ [وآماده كرد وساخت] لِلْكافِرِينَ المكذبين للرسل عَذاباً أَلِيماً [عذابى دردناك ودردنماى] وهو عطف على ما ذكر من المضمر وعلى ما دل عليه ليسأل إلخ كأنه قال فاثاب المؤمنين وأعد للكافرين عذابا أليما وفى التأويلات النجمية (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) فى الأزل وهم فى كتم العدم مختفون (وَمِنْكَ) يا محمد اولا بالحبيبية (وَمِنْ نُوحٍ) بالدعوة (وَ) من (إِبْراهِيمَ) بالخلة (وَ) من (مُوسى) بالمكالمة (وَ) من (عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) بالعبدية (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) بالوفاء وبغلظة الميثاق يشير الى انا غلظنا ميثاقهم بالتأييد والتوفيق للوفاء به (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ) فى العهد والوفاء به (عَنْ صِدْقِهِمْ)


(١) در اواخر دفتر سوم در بيان ملامت كردن اهل مسجد مهمان را إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>