للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النبي عليه السلام (إذا جاء ملك الموت الى ولىّ الله سلم عليه وسلامه عليه ان يقول السلام عليك يا ولى الله قم فاخرج من دارك التي خربتها الى دارك التي عمرتها فاذا لم يكن وليا لله قال له قم فاخرج من دارك التي عمرتها الى دارك التي خربتها) يقول الفقير عمارة الدنيا بزرع الحبوب وتكثير القوت وكرى الأنهار وغرس الأشجار ورفع ابنية الدور وتزيين القصور وعمارة الآخرة بالاذكار والأعمال والأخلاق والأحوال كما قال المولى الجامى

ياد كن آنكه در شب اسرى ... با حبيب خدا خليل خدا

كفت كوى از من اى رسول كرام ... امت خويش را ز بعد سلام

كه بود پاك وخوش زمين بهشت ... ليك آنجا كسى درخت نكشت

خاك او پاك وطيب افتاده ... ليك هست از درختها ساده

غرس أشجار آن بسعى جميل ... بسمله حمد له است پس تهليل

هست تكبير نيز از ان أشجار ... خوش كسى كش جز اين نباشد كار

باغ جنات تحتها الأنهار ... سبز وخرم شود از ان أشجار

وفى الآية اشارة الى ان التحية إذا قرنت بالرؤية واللقاء إذا قرن بالتحية لا يكونان الا بمعنى رؤية البصر والتحية خطاب يفاتح به الملوك فبهذا اخبر عن علو شانهم ورفعة درجتهم وانهم قد سلموا من آفات القطيعة بدوام الوصلة قال ابن عطاء أعظم عطية المؤمنين فى الجنة سلام الله عليهم من غير واسطة

سلامت من دلخسته در سلام تو باشد ... زهى سعادت اگر دولت سلام تو يابم

وَأَعَدَّ لَهُمْ [وآماده كرد خداى تعالى براى مؤمنان با وجود تحيت بر ايشان] أَجْراً كَرِيماً ثوابا حسنا دائما وهو نعيم الجنة وهو بيان لآثار رحمته الفائضة عليهم بعدد خول الجنة عقيب بيان آثار رحمته الواصلة إليهم قبل ذلك وإيثار الجملة الفعلية دون وأجرهم اجر كريم ونحوه لمراعاة الفواصل وفيه اشارة الى سبق العناية الازلية فى حقهم لان فى الاعداد تعريفا بالإحسان السابق والاجر الكريم ما يكون سابقا على العمل بل يكون العمل من نتائج الكرم

قرب تو بأسباب وعلل نتوان يافت ... بى سابقه فضل ازل نتوان يافت

بر هر چهـ توان كرفتن او را بدلى ... تو بي بدلى ترا بدل نتوان يافت

ثم هذه الآية من اكبر نعم الله على هذه الامة ومن ادل دليل على أفضليتها على سائر الأمم ومن جملة ما اوحى اليه عليه السلام ليلة المعراج (ان الجنة حرام على الأنبياء حتى تدخلها يا محمد وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك) فاذا كانوا اقدم فى الدخول للتعظيم كانوا أفضل واكثر فى الاجر الكريم ثم ان فقراء هذه الامة اكبر شأنا من أغنيائهم. وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال بعث الفقراء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا فقال يا رسول الله انى رسول الفقراء إليك فقال (مرحبا بك وبمن جئت من عندهم جئت من عند قوم أحبهم) فقال يا رسول الله ان الفقراء يقولون لك ان الأغنياء ذهبوا بالخير كله هم يحجون ولا نقدر عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>