للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأياما كثيرة او سيروا فيها ليالى اعماركم وأيامها لا تلقون فيها الا الامن لكن لا على الحقيقة بل على تنزيل تمكينهم من السير المذكور وتسوية مباديه وأسبابه على الوجه المذكور منزلة أمرهم بذلك فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا [المباعدة والبعاد: از كسى دور شدن وكسى را دور كردن] والسفر خلاف الحضر وهو فى الأصل كشف الغطاء وسفر الرجل فهو سافر وسافر خص بالمفاعلة اعتبارا بان الإنسان قد سفر عن المكان والمكان سفر عنه ومن لفظ السفر اشتقت السفرة لطعام السفر ولما يوضع فيه من الجلد المستدير وقال بعضهم وسمى السفر سفرا لانه يسفر اى يكشف عن اخلاق الرجال ويستخرج دعاوى النفوس ودفائنها قال اهل التفسير بطر اهل سبأ النعمة وسئموا طيب العيش وملوا العافية فطلبوا الكد والتعب كما طلب بنوا إسرائيل الثوم والبصل مكان السلوى والعسل وقالوا لو كان جنى جناننا ابعد لكان أجدر ان نشتهيه وسألوا ان يجعل الله بينهم وبين الشام مفاوز وقفارا ليركبوا فيها الرواحل ويتزودوا الأزواد ويتطاولوا فيها على الفقراء: يعنى [توانكرانرا بر درويشان حسد آمد كه ميان ما وايشان در رفتن هيچ فرقى نيست پياده ومفلس اين راه همچنان ميرود كه سواره وتوانكر (فَقالُوا) پس كفتند اغنياى ايشان اى پروردگار ما دورى افكن ميان منازل سفرهاى ما: يعنى بيابانها پديد كن از منزلى بمنزلى تا مردم بى زاد وراحله سفر نتوانند كرد] فعجل لهم الاجابة بتخريب تلك القرى المتوسطة وجعلها بلقعا لا يسمع فيها داع ولا مجيب وفى المثنوى

آن سبا ز اهل صبا بودند وخام ... كارشان كفران نعمت با كرام

باشد آن كفران نعمت در مثال ... كه كنى با محسن خود تو جدال

كه نمى بايد مرا اين نيكويى ... من برنجم زين چهـ رنچهـ ميشوى

لطف كن اين نيكويى را دور كن ... من نخواهم عافيت رنجور كن

پس سبا كفتند باعد بيننا ... شيننا خير لنا خذ زيننا

ما نمى خواهيم اين ايوان وباغ ... نى زنان خوب ونى أمن وفراغ

شهرها نزديك همديكر بدست ... آن بيابانست خوش كانجاد دست

يطلب الإنسان فى الصيف الشتا ... فاذا جاء الشتا أنكر ذا

فهو لا يرضى بحال ابدا ... لا بضيق لا بعيش رغدا

قتل الإنسان ما اكفره ... كلما نال هدى أنكره

وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ حين عرّضوها للسخط والعذاب بالشرك وترك الشكر وعدم الاعتداد بالنعمة وتكذيب الأنبياء فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ قال ابن الكمال الأحاديث مبنى على واحده المستعمل وهو الحديث كأنهم جمعوا حديثا على أحدثة ثم جمعوا الجمع على الأحاديث اى جعلنا اهل سبا اخبارا وعظة وعبرة لمن بعدهم بحيث يتحدث الناس بهم متعجبين من أحوالهم ومعتبرين بعاقبتهم ومآلهم وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ اى فرقناهم غاية التفريق على ان الممزق مصدر او كل مطرح ومكان تفريق على انه اسم مكان وفى عبارة التمزيق الخاص بتفريق المتصل وخرقه من تهويل الأمر والدلالة على شدة التأثير والإيلام ما لا يخفى اى مزقناهم تمزيقا لا غاية وراءه

<<  <  ج: ص:  >  >>