للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارى لك حالا مع الله فلو سألته ان يقيك شهوة الرمان فلدغ الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة ولدغ الزنابير يجد ألمه في الدنيا فتركته ومشيت: قال السعدي قدس سره

مبر طاعت نفس شهوت پرست ... كه هر ساعتش قبله ديكرست

كند مرد را نفس اماره خوار ... اگر هوشمندى عزيزش مدار

وفي التأويلات القاشانية كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ قتال النفس والشيطان وَهُوَ كُرْهٌ مكروه لَكُمْ مر أمر من طعم العلقم وأشد من ضغم الضيغم. وحقيقة الجهاد رفع الوجود المجازى فانه الحجاب بين العبد والرب كما قيل وجودك ذنب لا يقاس عليه ذنب آخر وكما قال ابن منصور

بينى وبينك انى قد يزاحمنى ... فارفع بجودك لى انى من البين

وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لاحتجابكم بهوى النفس وحب اللذة العاجلة عما في ضمنه من الخير الكثير واللذة العظيمة الروحانية التي تستحقر تلك الشدة السريعة الانقضاء بالقياس الى ذلك الخير الباقي واللذات السرمدية وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً من اللذات الجسمانية وتمتعات النفس وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ للنفس بحرمانها من اللذات الروحانية وَاللَّهُ يَعْلَمُ ان في كراهة النفوس ما أودع من راحة القلوب وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ان حياة القلوب في موت النفوس وفي حياة النفوس موت القلوب كما قال قدس سره

اقتلوني اقتلوني يا ثقات ... ان في قتلى حياتا في حيات «١»

خنجر وشمشير شد ريحان من ... مرك من شد بزم ونركسدان من «٢»

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ روى ان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعث عبد الله بن جحش وهو ابن عمته صلى الله عليه وسلم اخت أبيه في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين سعد بن ابى وقاص الزهري وعكاشة بن محصن الأسدي وعتبة بن غزوان السلمى وأبا حذيفة بن ربيعة وسهيل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وواقد بن عبد الله وخالد بن بكير وكتب لاميرهم عبد الله بن جحش كتابا وقال (سر على اسم الله ولا تنظر فى الكتاب حتى تسير يومين فاذا نزلت فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك ثم امض لما امرتك ولا تكرهن أحدا من أصحابك على السير معك) فسار عبد الله يومين ثم نزل وفتح الكتاب فاذا فيه (بسم الله الرّحمن الرّحيم اما بعد فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك حتى تنزل بطن نخلة فترصد بها عير قريش لعلك ان تأتينا منها بخير) فلما نظر في الكتاب قال سمعا وطاعة ثم قال لاصحابه ذلك وقال انه نهانى ان اكره أحدا منكم فمن كان يريد الشهادة فلينطلق ومن كره فليرجع ثم مضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف عنه منهم أحد حتى كاد يقعد فوق القزع بموضع من الحجاز يقال له بحران فاضل سعد بن ابى وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما يعتقبانه فتخلفا في طلبه ومضى بقية أصحابه حتى نزلوا بطن نخلة بين مكة والطائف فبينماهم كذلك مرت عير قريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة الطائف فيهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة واخوه نوفل بن عبد الله المخزوميان فلما رأوا اصحاب رسول الله هابوهم فقال عبد الله ابن جحش ان القوم قد ذعروا منكم فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم فحلقوا رأس


(١) در اواخر دفتر سوم در بيان جواب مرد عاشق عاذلان ونصيحت كنند كانرا
(٢) در اواخر دفتر يكم در بيان افتادن ركابدار در پاى امير المؤمنين على كه اى امير مرا بكش إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>