للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحياء بعد الموت واما الاحياء الاول فلم يكونوا لينظموه فى سلك ما اعترفوا به وزعموا ان الاعتراف يجديهم نفعا وانما ذكروا الموتة الاولى لترتبها عليهما ذكرا حسب ترتبها عليهما وجودا والرابع على ما فى التأويلات النجمية انهم أرادوا اماتة القلوب واحياء النفوس ثم اماتة الأبدان وإحياءها بالبعث ذلِكُمْ قال فى الإرشاد جواب لهم باستحالة حصول ما يرجونه ببيان ما يوجبها من أعمالهم السيئة اى ذلكم الذي أنتم فيه من العذاب وهو مبتدأ خبره قوله بِأَنَّهُ اى بسبب ان الشان إِذا دُعِيَ اللَّهُ فى الدنيا اى عبد وَحْدَهُ اى حال كونه منفردا فهو فى موضع الحال من الجلالة كَفَرْتُمْ اى بتوحيده وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ اى ان يجعل له شريك تُؤْمِنُوا اى بالاشراك به وتصدقوه وتسارعوا فيه ولفظ الاستقبال تنبيه على انهم لو ردوا لعادوا الى الشرك وفى الإرشاد فى إيراد إذا وصيغة الماضي فى الشرطية الاولى وان وصيفة المضارع فى الثانية ما لا يخفى من الدلالة على كمال سوء حالهم وحيث كان حالكم كذلك فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الذي لا يحكم الا بالحق الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ عن ان يشرك به إذ ليس كمثله شىء فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله وقد حكم بانه لا مغفرة للمشرك ولا نهاية لعقوبته فلا سبيل لكم الى الخروج ابدا قيل كأن الحرورية أخذوا قولهم لا حكم الا لله من هذا وقيل للخوارج حرورية لتجلبتهم بحروراء واجتماعهم فيها وهى كحلولاء وقد تقصر قرية بالكوفة والخوارج قوم من زهاد الكوفة خرجوا عن طاعة على رضى الله عنه عند التحكيم بينه وبين معاوية وذلك انه لما طالت محاربة على ومعاوية اتفق الفريقان على التحكيم الى ابى موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضى الله عنهما فى امر الخلافة وعلى ارتضى بما يريانه فقال القوم المذكور ان الحكم الا لله فقال على رضى الله عنه كلمة حق أريد بها باطل وكانوا اثنى عشر ألف رجل أنكروا الخلافة واجتمعوا ونصبوا راية الخلاف وسفكوا الدماء وقطعوا السبيل فخرج إليهم على رضى الله عنه وأمرهم بالرجوع فأبوا الا القتال فقاتلهم بالنهر وان هى كزعفران بليدة قديمة بالقرب من بغداد فقتلهم واستأصلهم ولم ينج منهم الا قليل وهم الذين قال عليه السلام فى حقهم يخرج قوم من أمتي فى آخر الزمان يحقر أحدكم صلاته فى جنب صلاتهم وصومه فى جنب صومهم ولكن لا يجاوز ايمانهم تراقيهم وقال عليه السلام الخوارج كلاب النار والحاصل ان الخوارج من الفرق الضلالة لفسادهم فى الاعتقاد وبانكار الحق وفساد الاعتقاد ساء حال اكثر العباد فى اكثر البلاد خصوصا فى هذه الاعصار فعلى العاقل ان يجيب دعوة الله ودعوة رسوله قولا وعملا وحالا واعتقادا حتى يفوز بالمرام ويدخل دار السلام ولا يكون كالذين أرادوا ان يتداركوا الحال بعد مضى الفرصة

ملوث مكن دامن از كرد شوى ... كه ناكه ز بالا ببندند جوى

مكو مرغ دولت ز قيدم بجست ... هنوزش سر رشته دارى بدست

وكر دير شد كزم روباش و چست ... ز دير آمدن غم ندارد درست

المراد الترغيب فى التوبة ولو فى الشيب وقرب الموت هُوَ تعالى وحده الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ دلائل قدرته وشواهد وحدته فى الأنفس والآفاق رعاية لمصالح اديانكم وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>