للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثقفي عبدياليل والقرشيان ختناه ربيعة وصفوان بن امية فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع ان جهرنا ولا يسمع ان أخفينا فذكرت ذلك للنبى عليه السلام فانزل الله تعالى وما كنتم تسترون إلخ فالحكم المحكي حينئذ يكون خاصا بمن كان على ذلك الاعتقاد من الكفرة ولعل الأنسب ان يراد بالظن معنى مجازى يعم المعنى الحقيقي وما جرى مجراه من الأعمال المنبئة عنه كما فى قوله تعالى يحسب أن ما له أخلده فان معناه يعمل عمل من يظن أن ما له يبقيه حيا ليعم ما حكى من الحال جميع اصناف الكفرة فتدبر كذا فى الإرشاد وَذلِكُمْ الظن ايها الأعداء وهو مبتدأ خيره قوله ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ والا فالله تعالى عالم بجميع الكليات والجزئيات لأنه متجل بأسمائه وصفاته فى جميع الموجودات وهو خالق الأعمال وسائر الاعراض والجواهر والمطلع على البواطن والسرائر كما على الظواهر والتغاير بين العنوانين امر جلى لظهوران ظن عدم علم الله غير الظن بالرب فيصح ان يكون خبر اله أَرْداكُمْ خبر آخر له اى أهلككم وطرحكم فى النار فَأَصْبَحْتُمْ اى صرتم بسبب ذلك الظن السوء الذي أهلككم مِنَ الْخاسِرِينَ از زيانكاران إذ صار ما منحوا لسعادة الدارين من القوة العاقلة والأعضاء سببا لشقاء النشأتين اما كونها سببا لشقاء الآخرة فظاهر واما كونها سببا لشقاء الدنيا فمن حيث انها كانت مفضية فى حقهم بسوء اختيارهم الى الجهل المركب بالله سبحانه وصفاته واتباع الشهوات وارتكاب المعاصي وفى التأويلات النجمية من الخاسرين الذين خسروا بذر أرواحهم فى ارض أجسادهم بان لم يصل اليه ماء الايمان والعمل الصالح ففسد حتى صاروا بوصف الأجساد صما بكما عميا فهم لا يعقلون وفى بحر العلوم من الخاسرين اى الكاملين فى الخسران حيث ظننتم بالله ظن السوء وسوء الظن بالله من اكبر الكبائر كحب الدنيا وقال الحسن رحمه الله ان قوما الهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة يقول أحدهم انى احسن الظن بربي وكذب لو أحسن الظن لأحسن العمل وتلا قوله تعالى وذلكم ظنكم الآية فالظن اثنان ظن ينجى وهو ما قارن حسن الاعتقاد وصالح العمل وظن يردى وهو ما لم يقارن ذلك فلا بد من السعى درين دركاه سعى هيچكس ضايع نميكردد بقدر آنچهـ فرمان ميبرى فرمان روا كردى فَإِنْ يَصْبِرُوا فى النار على العذاب وأمسكوا عن الاستغاثة والجزع مما هم فيه انتظارا للفرج زاعمين أن الصبر مفتاح الفرج فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ اى محل ثواء واقامة أبدت لهم بحيث لاخلاص لهم منها فلا ينفعهم صبرهم والالتفات الى الغيبة للاشعار بأبعدهم عن حيز الخطاب والإبقاء فى غاية دركات النار وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا اى يسألوا العتبى وهو الرجوع الى ما يحبونه جزعا مما هم فيه فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ اى المجابين الى العتبى فيكون صبرهم وجزعهم سوآء فى أن شيأ منهما لا يؤدى الى الخلاص ونظيره قوله تعالى سوآء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص (قال فى تاج المصادر) الاعتاب خشنود كردن والاستعتاب از كسى حق خواستن كه ترا خشنود كند وآشتى خواستن وفى القاموس العتبى الرضى واستعتبه أعطاه العتبى كاعتبه وطلب اليه العتبى ضد وفى المفردات اعتبته أزلت عنه عتبه نحو أشكيته

<<  <  ج: ص:  >  >>