للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز وعلا مع علمه بانه اعرف الناس بالايمان ليظهر إيمانه لكل سامع بقوله بلى فيعلم السامعون غرضه من هذا القول وهو الوصول الى العيان قالَ ابراهيم بَلى علمت وآمنت بذلك وَلكِنْ سألت ما سألت لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي اى ليسكن ويحصل طمأنينته بالمعاينة فان عين اليقين يوجب الطمأنينة لا علمه فان قلت ما معنى قول على رضى الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا قلت ما ازددت يقينا بالايمان بها وكان إذ رأى الآخرة ابصر بها من الفضائل والهيآت ما لم يحط به قبل ذلك وكذلك ابراهيم لما رأى كيفية الاحياء وقف على ما لم يقف عليه قبل قالَ ربه ان أردت ذلك فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ طاووسا وديكا وغرابا وحمامة ومنهم من ذكر النسر بدل الحمام وانما خص الطير لانه اقرب الى الإنسان واجمع لخواص الحيوان فَصُرْهُنَّ من صاره يصوره وبكسر الصاد من صاره يصيره والمعنى واحد اى املهن واضممهن واجمعهن إِلَيْكَ لتتأملها وتعرف أشكالها مفصلة حتى تعلم بعد الاحياء ان جزأ من اجزائها لم ينتقل من موضعه الاول أصلا- روى- انه امر بان يذبحها وينتف ريشها ويقطعها ويفرق اجزاءها ولحومها ويمسك

رؤسها ثم امر بان يجعل اجزاءها على الجبال وذلك قوله تعالى ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ من الجبال التي بحضرتك وكانت سبعة او اربعة فجزأها اربعة اجزاء فقال تعالى ضع على كل جبل مِنْهُنَّ اى من كل الطيور جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ قل لهن تعالين بإذن الله تعالى يَأْتِينَكَ سَعْياً اى ساعيات مسرعات طيرانا او مشيا ففعل كما امره فجعل كل جزء يطير الى آخر حتى صارت جثثا ثم اقبلن فانضمت كل جثة الى رأسها فعادت كل واحدة الى ما كانت عليه من الهيئة وجعل ابراهيم ينظر ويتعجب وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غالب على امره لا يعجزه شىء عما يريده حَكِيمٌ ذو حكمة بالغة في أفاعيله فليس بناء أفعاله على الأسباب العادية لعجزه عن إيجادها بطريق آخر خارق للعادات بل لكونه متضمنا للحكم والمصالح قال القشيري طلب ابراهيم عليه السلام بهذه حياة قلبه فاشير اليه بذبح الطيور وفي الطيور الاربعة اربعة معان هي في النفس فى الطاووس زينة. وفي الغراب امل. وفي الديك شهوة. والبط حرص فاشار الى انه ما لم يذبح نفسه بالمجاهدة لم يحى قلبه بالمشاهدة: وفي المثنوى

حرص بط يكتاست اين پنجاه تاست ... حرص شهوت مار ومنصب اژدهاست «١»

حرص بط از شهوت حلقست وفرج ... در رياست بيست چندانست درج

صد خورنده كنجد اندر كرد خوان ... دو رياست در نكنجد در جهان

كاغ كاغ ونعره زاغ سياه ... دائما باشد بدنيا عمر خواه «٢»

همچوإبليس از خداى پاك فرد ... تا قيامت عمر تن درخواست كرد

عمر ومرك اين هر دو با حق خوش بود ... بي خدا آب حيات آتش بود

عمر خوش در قرب جان پروردنست ... همر زاغ از بهر سركين خوردنست

قال في التأويلات النجمية الطيور الاربعة هي الصفات الأربع التي تولدت من العناصر الاربعة التي خمرت طينة الإنسان منها وهي التراب والماء والنار والهواء فتولدت من ازدواج


(١) در أوائل دفتر پنجم در بيان آنكه هيچ چشم بد آدمي را چنان زبان ندارد كه جشم پسند جويش إلخ
(٢) در أوائل دفتر پنجم در بيان سبب كشتن ابراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام زاغ را كه إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>