للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باردا والا فقوله في موسى لا يصح كونه معمولا لتركنا إذ لا يستقيم أن يقال تركنا في موسى آية كما يصح أن يقال تركنا في تلك القرية آية لان الترك ينبئ عن الإبقاء فاذا لم يبق موسى كيف يبقى ما جعل فيه إِذْ أَرْسَلْناهُ منصوب بآية محذوفة اى كائنة وقت أرسلنا وعلى الثاني ظرف لجعلنا المقدر إِلى فِرْعَوْنَ صاحب مصر بِسُلْطانٍ مُبِينٍ هو ما ظهر على يديه من المعجزات الباهرة كالعصا واليد البيضاء وغيرهما والسلطان مصدر يطلق على المتعدد فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ اى ثنى عطفه وهو كناية عن الاعراض اى فأعرض عن الايمان به وازور فالتولى بمعنى الاعراض والباء في بركنه للتعدية كما في قوله ونأى بجانبه فانها معدية لنأى بمعنى بعد فيكون الركن بمعنى الطرف والجانب والمراد بهما نفسه فانه كثيرا ما يعبر بطرف الشيء وجانبه عن نفسه وفي الصحاح ركن الشيء جانبه الا قوى كالمنكب بالنسبة الى الإنسان وقيل فتولى بما يتقوى به من ملكه وعساكره فان الركن اسم لما يركن اليه الإنسان وليكن من مال وجند وقوة فالركن مستعار لجنوده تشبيها لهم بالركن الذي يتقوى به البنيان وعلى هذه الباء للسببية او للملابسة والمصاحبة وَقالَ هواى موسى ساحِرٌ جادوست بچشم بندى خوارق عادات مينمايد أَوْ مَجْنُونٌ او ديوانه است عاقبت كار خود نمى انديشد والمجنون ذو الجنون وهو زوال العقل وفساده كأنه نسب ما ظهر على يديه من الخوارق العجيبة الى الجن وتردد في انه حصل باختياره وسعيه او بغيرهما وقال ابو عبيدة او بمعنى الواو إذ نسبوه إليهما جميعا كقوله الى مائة الف او يزيدون محققان كفته اند طعن وى بر موسى دليل كما جهل اوست چهـ او را بد و چيز متضاد طعن زد ومقررست كه سحر را عقلى تمام وذهنى دراك وحذاقتى وافر بايد وديوانكى دليل زوال عقلست وكمال عقل وزوال ان ضدانندأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ

النبذ إلقاء الشيء وطرحه لقلة الاعتداد به اى فطرحناهم في بحر القلزم مع كثرتهم كما يطرح أحدكم فيه حصيات أخذهن فى كفه لا يبالى بها وبزوالها عنه هُوَ مُلِيمٌ

اى أخذناه والحال انه آت بما يلام عليه صغيره او كبيرة إذ كل صاحب ذنب ملوم على مقدار ذنبه (قال الكاشفى) مليم مستحق ملامت بود يا ملامت كنند خود را كه چرا اعراض كردم از موسى وبر وطعنه زدم وبدين سبب كفت آمنت انه إلخ

بكوى آنچهـ دانى سخن سودمند ... وكر هيچ كس را نيايد پسند

كه فردا پشيمان بر آرد خروش ... كه آوخ چرا حق نكردم بكوش

وفي الآية اشارة الى موسى القلب إذ أرسله الله الى فرعون النفس بسلطان وهو عصا لا اله الا الله مبين اعجازها بأن تلقف ما يأفكون من سحر تمويهات سحرة صفات فرعون النفس فاعرض عن رؤية الاعجاز والايمان بجميع صفاته فأهلكه الله في يم الدنيا والقهر والجلال ونعوذ بالله من غضب الملك المتعال وقد كان ينسب موسى القلب الى السحر او الجنون فان من خالف أحدا فهو عنده مجنون وليس موسى القلب مجنونا بل مجذوبا والفرق بينهما ان المجنون ذهب عقله باستعمال مطعوم كونى او غير ذلك والمجذوب ذهل عقله لما شاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>