للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفية فالاسرار الى الغير يقتضى اظهار ذلك لمن يفضى اليه بالسر وان كان يقتضى إخفاءه من غيره فاذا قولهم أسررت الى فلان يقتضى من وجه الإظهار ومن وجه الإخفاء والنبي رسول الله عليه السلام فان اللام للعهد وإذ ظرف اى اذكر الحادث وقت الاسرار والأكثر المشهور انه مفعول اى واذكر يا محمد وقت اسرار النبي واخفائه على وجه التأنيب والتعتب او واذكروا أيها المؤمنون فالخطاب ان كان له عليه السلام فالاظهار فى مقام الإضمار بأن قيل وإذ أسررت للتعظيم بايراد وصف ينبئ عن وجوب رعاية حرمته ولزوم حماية حرمه عما يكرهه وان كان لغيره عموما على الاشتراك او خصوصا على الانفراد فذكره بوصف النبي للاشعار بصدقه فى دعوى النبوة إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ وهى حفصة رضى الله عنها تزوجها النبي عليه السلام فى شعبان على رأس

ثلاثين شهرا من الهجرة قبل أحد بشهرين وكانت ولادتها قبل النبوة بخمس سنين وقريش تبنى البيت وماتت بالمدينة فى شعبان سنة خمس وأربعين وصلى عليها مروان بن الحكم وهو امير المدينة يومئذ وحمل سريرها وحمله ايضا أبو هريرة وقد بلغت ثلاثا وستين سنة وأبو حفص أبوها عمر رضى الله عنه كناه به رسول الله عليه السلام والحفص ولد الأسد حَدِيثاً قال الراغب كل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع او الوحى فى يقظته او منامه يقال له حديث والمراد حديث تحريم مارية او العسل او امر الخلافة قال سعدى المفتى فيه ان تحريم العسل ليس مما اسر الى حفصة بل كان ذلك عند عائشة وسودة وصفية رضى الله عنهن فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ اى أخبرت حفصة صاحبتها التي هى عائشة بالحديث الذي اسره إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفشته إليها وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ اى أطلع الله النبي على افشاء حفصة ذلك الحديث على لسان جبريل فالضمير راجع الى الحديث بتقدير المضاف واظهر ضمن معنى اطلع من ظهر فلان السطح إذا علاه وحقيقته صار على ظهره وأظهره على السطح اى رفعه عليه فاستعير للاطلاع على الشيء وهو من باب الافعال بمعنى بر رسانيدن كسى را بر نهانى وديده ور گردانيدن. قال الراغب ظهر الشيء أصله أن يحصل شىء على ظهر الأرض فلا يخفى وبطن إذا حصل فى بطنان الأرض فيحقى ثم صار مستعملا فى كل بارز للبصر والبصيرة عَرَّفَ النبي حفصة والتعريف بالفارسية بياگاهيدن بَعْضَهُ اى بعض الحديث الذي افشته الى صاحبتها على طريق العتاب بأن قال لها ألم أك امرتك أن تكتمى سرى ولا تبديه لأحد وهو حديث الامامة (روى) انه عليه السلام لما عاتبها قالت والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسى فرحا بالكرامة التي خص الله بها أباها وبعض الشيء جزء منه وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ اى عن تعريف بعض تكرما وهو حديث مارية وقال بعضهم عرف تحريم الامة واعرض عن تعريف امر الخلافة كراهة أن ينتشر ذلك فى الياس وتكرما منه وحلما وفيه جواز اظهار الشيوخ الفراسة والكرامات لمريديهم لتزيد رغبتهم فى الطريقة وفيه حث على ترك الاستقصاء فيما جرى من ترك الأدب فانه صفة الكرام قال الحسن البصري قدس سره ما استقصى كريم قط وقال بعضهم ما زال التغافل من فعل الكرام فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ اى اخبر النبي حفصة بالحديث الذي أفشته بما أظهره الله عليه من انها أفشت سره قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>