للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتعبير عنه بالإهلاك لما كانوا يدعون عليه صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنون بالهلاك ويتر بصون به ريب المنون ويقولون ان امر محمد لا يتم ولا يبقى بل يزول عن قريب وَمَنْ مَعِيَ من المؤمنين وحصل مقصودكم أَوْ رَحِمَنا بتأخير آجالنا وحصل مقصودنا فنحن فى جوار رحمته متربصون لاحدى الحسنيين اما أن نهلك فننقلب الى الجنة او نرحم بالنصرة والادالة للاسلام كما نرجو فانتم ما تصنعون واى راحة لكم فى موتنا واى منفعة وغايتكم الى العذاب كما قال تعالى فَمَنْ بس كيست آنكه او يُجِيرُ ينجى ويخلص قال فى تهذيب المصادر الاجارة زينهار دادن. وفى القاموس اجاره أنقذه وأعاذه الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ مؤلم شديد الا؟؟؟ يلرلام اى لا ينجيكم منه أحد إذا نزل بكم سوآء متنا او بقينا انما النجاة بالايمان والعمل الصالح ووضع الكافرين موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بالكفر وتعليل نفى الانجاء به وقال بعضهم كيف قال ان أهلكني الله إلخ بعد ان علم انه تعالى لا يهلك الأنبياء والمؤمنين قلت فيه مبالغة فى التخويف كأنه قيل نحن معاشر الأنبياء والمؤمنين نخاف الله أن يأخذنا بذنوبنا فمن يمنعكم من عذابه وأنتم كافرون وكيف لا تخافون وأنتم بهذه المثابة من الاجرام فيكون معنى أهلكنا عذبنا بعذاب ومعنى رحمنا غفر لنا كما فى الجلالين قُلْ يا اشفق الخلق هُوَ الرَّحْمنُ اى الذي أدعوكم الى عبادته مولى النعم كلها وموصلحا آمَنَّا بِهِ وحده لما علمنا ان كل ما سواه فاما نعمة او منعم عليه ولم نكفر به كما كفرتم على ان يكون وقوع آمنا مقدما على به تعريضا للكفار حيث ورد عقيب ذكرهم وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فوضنا أمورنا لا على غيره أصلا كما فعلتم أنتم حيث توكلتم على رجالكم وأموالكم لعلمنا بأن ما عداه كائنا ما كان بمعزل من النفع والضر فوقوع عليه مقدما يدل على الاختصاص فَسَتَعْلَمُونَ يا كفار مكة عن قريب البتة عند معاينة العذاب مَنْ استفهامية او موصولة هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ منا ومنكم اى خطأ ظاهر وفى التأويلات النجمية وعلى فيضة الأتم ولطفه الأعم توكلنا بكليتنا لا على غيره فستعلمون من هو فى ضلال مبين اى من توجه اليه بالاستفاضة منها او من اعرض عنه بالإنكار له قُلْ يا أكرم الخلق أَرَأَيْتُمْ اى أخبروني إِنْ أَصْبَحَ اگر كردد. فهو بمعنى صار ماؤُكُمْ وكان ماء اهل مكة من بئرين بئر زمزم وبئر ميمون الحضرمي غَوْراً خبر أصبح وهو مصدر وصف به اى غائرا فى الأرض بالكلية ذاهبا ونازلا فيها وقيل بحيث لا تناله الدلاء ولا يمكن لكم نيله بنوع حيلة كما يدل عليه الوصف بالمصدر وبالفارسية فرو رفته بزمين چنانكه دست ودلو بدان نرسد. يقال غار الماء نضب والنضوب فرود شدن آب در زمين وفى المفردات الغور المنهبط من الأرض فَمَنْ يَأْتِيكُمْ على ضعفكم حينئذ بِماءٍ مَعِينٍ جار وبالفارسية پس كيست آنكه بيارد براى شما آب جارى. من عان الماء او معن كلاهما بمعنى جرى او ظاهر للعيون سهل المأخذ يعنى تناله الأيدي فهو على هذا اسم مفعول من العين بمعنى الباصرة كمبيع من البيع لعل تكرير الأمر بقل لتأكيد المقول وتنشيط المقول له فان قلت كيف خص ذكر النعمة بالماء من بين سائد نعمه قلت لان الماء أهون

<<  <  ج: ص:  >  >>