للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المدة الباقية وجعل القرآن حملا ثقيلا لانه عليه السلام بعث لتتميم مكارم الأخلاق ولا شك ان ما كان اجمع كان أثقل والله تعالى اعلم بمراده وايضا ان كون القول ثقيلا انما هو بالنسبة الى النفس الثقيلة الكثيفة لتراكم حجبها وبعدها عن درك الحق واما بالنسبة الى النفس الخفيفة اللطيفة فخفيف ولطيف ولذا كان تعب التكاليف مرفوعا عن الكمل فهم يجدون العبادات كالعادات فى ارتفاع الكلفة وفى الذوق والحلاوة إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ اى النفس التي تنشأ فى الليل من مضجعها الى العبادة اى تنهض من نشأ من مكانه إذا نهض فالموصوف محذوف والاضافة للملابسة بمعنى النفس الناشئة فى الليل هِيَ خاصة أَشَدُّ وَطْئاً اى كلفة وثقلا مصدر قولك وطئ الشيء اى داسه برجله او جعل عليه ثقله فان النفس القائمة بالليل الى العبادة أشد وطئا من التي تقوم بالنهار فلا بد من قيام الليل فان أفضل العبادات أشقها فالوطئ مصدر من المبنى للمفعول لان الواطئ الذي يلقى ثقله على العابد هو العبادة فى الليل فيكون العابد بالليل أشد موطوأ له من العابد بالنهار ووطئا نصب على التمييز ويجوز ان يكون معنى أشد ووطئا أشد ثبات قدم واستقرارها فيكون المقصود بيان وجه اختيار الليل وتخصيصه بالأمر بالقيام فيه من حيث انه تعالى جعل الليل لباسا يستر الناس ويمنعهم عن الاضطراب والانقلاب فى اكتساب المعاش وجعل النهار معاشا يباشرون فيه امور معاشهم فلا تثبب فيه أقدامهم للعبادة وَأَقْوَمُ قِيلًا اسم من القول بمعناه بقلب الواو ياء اى أزيد من جهة السداد والاستقامة فى المقال ومن جهة الثبات والاستقرار على الصواب يعنى خواندن قرآن درو بصوابتر است كه دل فارغ باشد وأصوات ساكن وزبان با دل موافقت نمايد بزبان مى خواند وبدل تفكر ميكند خاموش شد عالم بشب تا جست باشى در طلب زيرا كه بانك عربده تشويش خلوتخانه بود ويحتمل ان تكون ناشئة الليل بمعنى قيام الليل على ان الناشئة مصدر من نشأ كالعافية بمعنى العفو وهذا وأفق لسان الحبشة حيث يقولون نشأ إذا قام او يكون بمعنى العبادة التي تنشأ بالليل اى تحدث فيكون الوطئ مصدرا من المبنى للفاعل فان كل واحد من قيام الليل ومن العبادة التي تحدث فيه ثقيلان على العابد من قيام النهار والعبادة فيه فمعنى أشد وطئا أثقل واغلظ على المصلى من صلاة النهار فيكون أفضل يعنى آن سخت تر است از جهت رنج وكلفت چهـ ترك خواب وراحت بر نفس بغايت شاق است. ويحتمل ان يكون المراد بناشئة الليل ساعاته فانها تحدث واحدة بعد واحدة اى ساعات الليل الناشئة اى الحادثة شيأ بعد شىء فتكون الناشئة صفة ساعات الليل فتكون أشد وطئا اى بملاحظة القيام فيها من ساعات النهار لكن ابن عباس رضى الله عنهما قيد الناشئة بما كان بعد العشاء فما كان قبلها فليس بناشئة وخصصتها عائشة رضى الله عنها بما كان بعد النوم فلو لم يتقدمها نوم لم تكن ناشئة وفى قوت القلوب ان يصلى بين العشاءين ما تيسر الى ان يغيب الشفق الثاني وهو البياض الذي يكون بعد ذهاب الحمرة وقيل غسق الليل وظلمته لانه

<<  <  ج: ص:  >  >>