للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمبتلى والمنتقم بحالها ولا لذتهم بل يكرهون ذلك تفجرونها تفجير لانهم منابعها لا اثنينية ثمة ولا غيرية والا لم يكن كافور الظلمة حجاب الانانية واثنينيته وسواده انتهى.

قال بعضهم اختلفت أحوالهم فى الدنيا فاختلفت مشاربهم فى الآخرة فكل يسفى ما يليق بحاله كعيون الحياء وعيون الصبر وعيون الوفاء وغير ذلك ثم ان الكأس اما نفسانية شيطانية وهى ما تكون لاهل الفسق فى الدنيا وهى حرام وفى الحديث (إذا تناول العبد كأس الخمر ناشده الايمان بالله لا تدخلها على فانى لا أستقر أنا وهى فى وعاء واحد فان أبى وشربها نفر الايمان نفرة لا يعود اليه أربعين صباحا فان تاب تاب الله عليه ونقص من عقله شىء لا يعود اليه أبدا) واما جسمانية رحمانية وهى ما تكون للمؤمنين فى دار الآخرة عطاء ومنحة من الله الوهاب واما روحانية ربانية وهى ما تكون لاهل المحبة والشوق فى الدارين وهى ألذ الأقداح قال مولانا جلال الدين قدس سره.

ألا يا ساقيا انى نظمئان ومشتاق ... أدر كأسا ولا تنكر فان القوم قد ذاقوا

خذ الدنيا وما فيها فان العشق يكفينا ... لنا فى العشق جنات وبلدان وأسواق

يُوفُونَ بِالنَّذْرِ استئناف كأنه قيل ماذا يفعلون حتى ينالوا تلك الرتبة العالية فقيل يوفون بما اوجبوه على أنفسهم فكيف بما أوجبه الله عليهم من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها فهو مبالغة فى وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات والإيفاء بالشيء هو الإتيان به تاما وافيا والنذر إيجاب الفعل المباح على نفسه تعظيما لله بأن يقول لله على كذا من الصدقة وغيرها وان شفى مريضى أورد غائبى فعلى كذا واختلفوا فيما إذا علق ذلك بما ليس من وجوه البر كما إذا قال ان دخل فلان الدار فعلى كذا ففى الناس من جعله كاليمين ومنهم من جعله من باب النذور قيل النذر كالوعد الا انه إذا كان من العباد فهو تذرو إذا كان من الله فهو وعد والنذر قربة مشروعة ولا يصح الا فى الطاعة وفى الحديث (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه) قال هرون بن معروف جاءنى فتى فقال ان أبى حلف على بالطلاق ان اشرب دوآء مع مسكر فذهبت به الى أبى عبد الله فلم يرخص له وقال قال عليه السلام كل مسكر حرام وإذا جمع الأطباء على ان شفاء المريض فى الخمر لا يشربها إذا كان له دواء آخر وإذا لم يكن يشربها ويتداوى بها فى قول ثم ان الاهتمام بما او جب الله على عبده ينبغى ان يكون أكمل مما أوجه العبد على نفسه ومن الناس من هو على عكس ذلك فانه يتهاون بما أوجبه الله عليه فان يؤدى الصلاة الواجبة مثلا وإذا نذر شيأ فى بعض المضايقات يسارع الى الوفاء وليس الا من الجهل وقال القاشاني اى الأبرار يوفون بالعهد الذي كان بينهم وبين لله صبيحة يوم الأزل بانهم إذا وجدوا التمكن بالآلات والأسباب ابرزوا ما فى مكا من استعداداتهم وغيوب فطرتهم من الحقائق والمعارف والعلوم والفضائل وأخرجوها الى الفعل بالتزكية والتصفية وَيَخافُونَ يَوْماً اى يوم القيامة كانَ شَرُّهُ اى هوله وشدته وعذابه مُسْتَطِيراً فاشيا منتشرا فى الأقطار غاية الانتشار بالغا أقصى المبالغ. يعنى بهمه كس

<<  <  ج: ص:  >  >>