للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحرس البدن من الآفات وهى نيرة كالمرءآة إذ قابلها شىء ارتسمت صورته فيها مع صغر الناظر وهو الحدقة التي هى شحمة وجعل الله العين سريعة الحركة وجعل لها أجفانا تسترها واهدابا من الشعر كجناح الطائر تطرد بانضمامها وبانفتاحها الذباب والهوام عن العين وجل العين فى الرأس لان السراج يوضع على رأس المنار وجعلها ثنتين كالشمس والقمر فانهما عينا التعين الدنيوي وجعل فوقهما حاجبين أسودين لئلا يتضرر البصر بالضياء ولان الذي ينظر فى السواد الى البياض يكون أحد نظرا ولذلك جعلت الحدقة سوداء واهداب العين شعرا أسود لان السواد يقوى البصر ولما بنى ذو القرنين الاسكندرية رخمها بالرخام الأبيض جدرها وارضها فكان لباسهم فيها السواد من نصوع بياض الرخام فمن ذلك لبس الرهبان السواد فان النظر الى الأبيض يفرق البصر ويضعفه ولذا قال عليه السلام فى الإثمد إنه يقوى البصر وجعل الحدقة محركة فى مكانها لتتحرك الى الجهات يمنة ويسرة فيبصربها من غير أن يلوى عنقه وجعل الناظرين جميعا على خط مستقيم عرضا ولم يقع واحد منهما أعلى والا اخفض ليجتمع الناظران على شىء واحد لئلا يترا أي له الشخص الواحد شخصين وفى العينين اشارة الى العين الظاهرة والعين الباطنة فينبغى ان يحافظ على كلتيهما فان نظر عينين أتم من نظر عين واحدة وَلِساناً يترجم به عن ضمائره وبه تنعقد المعاملات وتحصل الشهادات ويدرك الطعوم من الحلو والمر ولو يكن اللسان لا حتاج الإنسان الى الاشارة او الكتابة فتعسر امره وانما تعدد العين والاذن وتفرد اللسان لان حاجة الإنسان الى السمع والبصر اكثر من حاجته الى الكلام وفيه تنبيه ايضا على ان يقل من الكلام الا فى الخير وان لا يتكلم فيما لا فائدة فيه وهو السر فى ان الله تعالى جعل اللسان داخل الفم وجعل دونه الشفتين اللتين لا يمكن الكلام الا بفتحهما ليستعين العبد باطباق شفتيه على رد الكلام وقد حكه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه كان يجعل فى فمه حجر ليمتنع من الكلام فيما لا يعنيه وفيه اشارة الى لسان القلب فانه يتكلم به بالمفاوضة القلبية وقد أبطله كما أبطل العين الباطنة وأفسد استعداد التكلم الباطني القلبي وَشَفَتَيْنِ يستر بهما فاه إذا أراد السكوت ويستعين بهما على النطق والاكل والشرب والنفخ قال السجاوندى خص الشفة لخروج اكثر الحروف منها وفى الدعاء الحمد لله الذي جعلنا ننطق بلحم ونبصر بشحم ونسمع بعظم قال بعضهم اسبل الصانع الحكيم امام الفم سترا من الشفة ذا طرفين يضمهما عند الحاجة ويمتص بهما المشروب وجعل الشارب محيطا من العليا ليمنع ما على وجه الشراب من القش والقذى ان يدخل حالة الشرب وفى الحديث ان الله يقول ابن آدم ان نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك بطبقتين فاطبق وان نازعك بصرك الى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق وان نازعك فرجك الى ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق وفى الخبر الفرج امانة والاذن امانة واليد امانة والرجل امانة والايمان لمن لا امانة له او را كويند ما دو ديده بتو سپرديم پاك تو بنظرهاى ناپاك ملطخ كردى تا آثار تقديس از وى برخاست وخبيث شد اكنون ميخواهى كه ديدار مقدس ما بنظر خويش بينى هيهات ما پاكيم

<<  <  ج: ص:  >  >>