للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمر وفى توصيفها بالجري بعد ما جعل الجنات الموصوفة جزاء اشارة الى مدحهم بالمواظبة على الطاعات كأنه تعالى يقول طاعتك كانت جارية مادمت حيا على ما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فلذلك كانت انهار كرمى جارية الى الابد خالِدِينَ فِيها أَبَداً متنعمين بفنون النعم الجسمانية والروحانية وهو حال وذو الحال وعامله كلاهما مضمران يدل عليه جزاؤهم والتقدير يجزون بها خالدين فيها وقوله ابدا ظرف زمان وهو تأكيد للخلوداى لا يموتون فيها ولا يخرجون منها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ استئناف مبين لما يتفضل به عليهم زيادة على ما ذكر من اجزية أعمالهم اى استئناف اخبار كأنه قيل تزاد لهم أو استئناف دعاء من ربهم فلذا فصل وقد يجعل خبرا بعد خبر وحالا بتقدير قد قال ابن الشيخ لما كان المكلف مخلوقا من جسد وروح وانه اجتهد بهما فى طاعة ربه اقتضت الحكمة ان يجزيه بما يتنعم ويستريح به كل واحد منهما فجنة الجسد هى الجنة الموصوفة وجنة الروح هى رضى الرب (مصراع) چيست جنت روح را رضوان اكبر از خدا وَرَضُوا عَنْهُ حيث بلغوا من المطالب قاصيتها وملكوا من المآرب ناصيتها وأبيح لهم ما لا عين رأت

ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا سيما انهم اعطوا لقاء الرب الذي هو المقصد الأقصى

دارند هر كس از تو مرادى ومطلبى ... مقصود ما ز دينى وعقبى لقاى تست

ذلِكَ المذكور من الجزاء والرضوان وقال بعضهم الأظهر أنه اشارة الى ما ترتب عليه الجزاء والرضوان من الايمان والعمل الصالح لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ براى آنكس كه بترسد از عقوبت پروردگار خود وبموجبات ثواب اشتغال نمايد وذلك الخشية التي هى من خصائص العلماء بشؤون الله تعالى مناط لجميع الكمالات العلمية والعملية المستتبعة للسعادات الدينية والدنيوية قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء والتعرض لعنوان الربوبية المعربة عن المالكية والتربية للاشعار بعلة الخشية والتحذير من الاغترار بالتربية وعن انس رضى الله عنه قال عليه السلام لابى بن كعب رضى الله عنه ان الله أمرني أن اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا إلخ قال أو سمانى لك قال نعم قال وقد ذكرت عند رب العالمين قال نعم فذرفت عيناه اى سال دمع عينيه وعن السنة أن يستمع القرآن فى بعض الأوقات من غيره فانه قال عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه قال لى رسول الله عليه السلام وهو على المنبر اقرأ على قلت اقرأ عليه وعليك انزل قال انى أحب أن أسمعه من غيرى فقرأت سورة النساء حتى أتيت هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال حسبك الآن فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان اى تقطران وكان عمر رضى الله عنه يقول لأبى موسى الأشعري رضى الله عنه ذكرنا ربنا فيقرأ حتى يكاد وقت الصلاة يتوسط فيقول يا امير المؤمنين الصلاة الصلاة فيقول انا فى الصلاة وفى الحديث من استمع آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة فظهر أن استماع القرآن من الغير

<<  <  ج: ص:  >  >>