للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاشارة فيها انا بجميع اسمائنا اللطيفة الجمالية الاكرامية أعطيناك يا محمد القلب ورسول الهدى المبعوث الى جميع القوى بالخير والهدى الكوثر وهو العلم الكثير الفائض من منبع الاسم الرحمن فانا رحمناك بهذه الرحمة العامة الشاملة لجميع الرحمات فلذا صرت مظهر الرحمة الكلية فى جميع المواطن فلك علم الاحكام وعلم الحقائق فصل فى مسجد الفناء والتسليم وهو المسجد الابراهيمى لربك اى لشكر ربك ولادامة شهوده وابقاء حضوره معك فى جميع الحالات وانحر بدنة البدن فى طريق الخدمة وبدنة الطبيعة فى طريق العفة وبدنة النفس فى طريق الفتوة ان شانئك اى مبغضك من القوى الشريرة الانفسية والآفاقية هو الأبتر المقطوع أعقابه وآخره كما قال تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين الذي ربى أولياءه فجعل لهم الوصل كما جعل لاعدائهم القطع ثم ان قوله هو الأبتر يوقف عليه ثم يقال الله اكبر ولا يوصل بالتكبير حذرا من الإيهام

[تفسير سورة الكافرين]

ست آيات مكية او مدنية بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ قالوا فى مناداتهم بهذا الوصف الذي يسترذلونه فى بلدتهم ومحل عزهم وشوكتهم إيذان بأنه عليه السلام محروس منهم ففيها علم من اعلام النبوة وفى التعبير بالجمع الصحيح دلالة على قلتهم او حقارتهم وذلتهم وهم كفرة مخصوصة كالوليد بن المغيرة وابى جهل والعاص بن وائل وامية بن خلف والأسود بن عبد يغوث والحارث بن قيس ونحوهم قد علم الله انه لا يأتى ولا يتأتى منهم الايمان ابدا على ما هو مضمون السورة فالخطاب للرسول عليه السلام بالنسبة الى قوم مخصوصين فلا يردان مقتضى هذا الأمر ان يقول كل مسلم ذلك لكل جماعة من الكفار مع ان الشرع ليس حاكما به روى ان رهطا من عتاة قريش قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك بعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فقال معاذ الله ان أشرك بالله غيره فقالوا استلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك فنزلت فغدا الى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وأصحابه وفيه اشارة الى الذين ستروا نور استعدادهم الأصلي بظلمة صفات النفوس وآثار الطبيعة فحجبوا عن الحق بالغير لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ اى فيما يستقبل لان لا لا تدخل غالبا الأعلى مضارع فى معنى الاستقبال كما ان ما لا تدخل الأعلى مضارع فى معنى الحال الا ترى ان لن تأكيد فيما ينفيه لا قال الخليل فى لن أصله لا والمعنى لا افعل فى المستقبل ما تطلبونه منى من عبادة آلهتكم وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ اى ولا أنتم فاعلون فى المستقبل ما اطلب منكم من عبادة الهى والمراد ولا أنتم عابدون عبادة يعتد بها إذا العبادة مع اشراك الانداد لا تكون فى حيز الاعتداد وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ اى وما كنت عابدا فيما سلف ما عبدتم فيه اى لم يعهد منى عبادة صنم فى الجاهلية فكيف يرجى منى فى الإسلام وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ اى وما عبدتم فى وقت من الأوقات ما انا على عبادته وهو الله تعالى فليس فى

<<  <  ج: ص:  >  >>