للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البشارتين وتوفيرا للفرح الْغابِرِينَ هـ يَفْسُقُونَ هـ يَعْقِلُونَ هـ شُعَيْباً لا لتعلق الفاء مُفْسِدِينَ هـ جاثِمِينَ هـ لأن عاداً يحتمل أن يكون منصوبا ب فَأَخَذَتْهُمُ أو بمحذوف أي واذكر وهذا أوجه لأن قوله وَقَدْ تَبَيَّنَ حال ولا يحسن أن يكون عامله فَأَخَذَتْهُمُ والأوجه انتصابه بمحذوف وهو «أذكر» أو أهلكنا. مَساكِنِهِمْ ط لأن التقدير مقدرين وعامله فأخذتهم مُسْتَبْصِرِينَ هـ ج للعطف وَهامانَ يحتمل عندي الوقف وقيل: لا بناء على أن قوله وَلَقَدْ جاءَهُمْ حال عامله فَأَخَذَتْهُمُ. سابِقِينَ هـ لانقطاع النظم بتقديم المفعول مع اتفاق الجملتين بِذَنْبِهِ ط وكذلك حاصِباً ط أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ط خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ ط وأَغْرَقْنا ط لعطف الجمل والوقف أوجه تفصيلا لأنواع النقم وإمهالا لفرصة الاعتبار يَظْلِمُونَ هـ الْعَنْكَبُوتِ ج لأن ما بعده يصلح وصفا واستئنافا بَيْتاً ط الْعَنْكَبُوتِ ج لأن وهن بيت العنكبوت معلق يَعْلَمُونَ هـ.

[التفسير:]

قوله وَإِبْراهِيمَ منصوب بمضمر وهو «اذكر» . وقوله إِذْ قالَ بدل منه بدل الاشتمال لأن الأحيان تشتمل على ما فيها أي اذكر وقت قوله لقومه، وجوز أن يكون معطوفا على نُوحاً فأورد عليه أن الإرسال قبل الدعوة فكيف يكون وقت الدعوة ظرفا للإرسال؟ وأجيب بأن الإرسال أمر ممتد إلى أوان الدعوة أو المراد أرسلناه حين كان صالحا لأن يقول لقومه اعبدوا الله خصوه بالعبادة واتقوا مخالفته. ذلِكُمْ الإخلاص والتقوى خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أما العبادة فلأنها غاية الخضوع فلا تصلح إلا لمن هو في غاية الكمال فضلا عن الجماد، وأما اتقاء خلافه فلأن من قدر على إهلاك الماضين فهو قادر على إهلاك الباقين وتعذيبهم إذا عصوه، فالعاقل من يحذر خلاف القادر. ثم بين بقوله إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً أن الذي يعبدونه في غاية الخسة لأنه صنم لا روح له، ولا ظلم أشنع من وضع الأخس موضع الأشرف. وبين بقوله وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً أن الذين يزعمون أنها شفعاؤهم عند الله كذب وزور، ثم ذكرهم أنهم لا يقدرون على نفع ولا على إيصال رزق أيّ رزق كان. ثم أشار بقوله فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ إلى أن هذه الهبة والرزق الموعود في قوله وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها [هود: ٦] يجب أن يطلب من الله فقط، وإذا كان الرزق منه فالشكر يجب أن يكون له. ثم بين بقوله إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أن المعاقب والمثيب هو وحده فلا رهبة إلا منه ولا رغبة إلا فيه. ثم إن قوله وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ إلى قوله فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إن كان اعتراضا خطابا لكفار قريش فظاهر، وإن كان تتمة قول إبراهيم فالأمم المتقدمة عليه إما قوم نوح وقوم إدريس وقوم شيث وقوم آدم، وإما قوم نوح وحده. وعبر عن أمته بالأمم لأنه عاش ألف سنة وأكثر فمضت عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>