للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد الله بن ابى القاضي الخوارزمي: سمعت اسحق بن ابراهيم الحنظلي يقول:

«أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم فى الدنيا نظير- يعنى فى البدعة والكذب- جهم بن صفوان، وعمرو بن صبيح، ومقاتل بن سليمان» «٩» .

وقال ابو إسماعيل الترمذي عن عبد العزيز الأويسي: حدثنا مالك انه بلغه ان مقاتلا جاءه انسان فقال له: ان إنسانا سألني ما لون كلب اصحاب الكهف فلم أدر ما أقول له قال له مقاتل: الا قلت هو ابقع فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك قولك. قال ابو إسماعيل وسمعت نعيم بن حماد يقول: أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا. قال للرجل يا مائق لو قلت اصفر او كذا او كذا من كان يرد عليك؟.

يتضح لنا ان مقاتلا ليس كذابا فقط، بل هو صاحب مدرسة فى تعليم الكذب فهو يلقن من سأله عن لون كلب اصحاب الكهف ان يقول اصفر او كذا او كذا، اى يلقنه طريقة الكذب والاختلاق وعدم التثبت.

بينما كان الائمة يعلمون تلاميذهم التثبت.

قال مالك ينبغي ان يورث العالم جلساءه قول لا أدرى حتى يكون ذلك أصلا فى أيديهم يفزعون اليه، فإذا سئل أحدهم عما لا يدرى قال لا أدرى.

وقد عاتب الله موسى حين ظن انه اعلم الناس، فأمره ان يسير الى العبد الصالح، ليعلم انه (فوق كل ذى علم عليم) .

فإذا كان أول ما ظهر عن مقاتل من الكذب هو تلقينه للسائل ان يخترع لونا لكلب اهل الكهف. فان هذا لم يكن آخر ما علم عن مقاتل من الكذب فقد عرف عنه الكذب فى اكثر من موضع. قال فى التدريب: «فان الله تعالى اجرى العادة انه لا يفضح أحدا من أول مرة، فالظاهر تكرر ذلك منه «١٠» » .

قال على بن خشرم عن وكيع بن الجراح: أردنا ان نرحل الى مقاتل بن سليمان فقدم علينا فاتيناه فوجدناه كذابا فلم نكتب عنه «١١» .

٤- مقاتل المدلس

إذا ثبت على مقاتل الكذب كان هينا ثبوت التدليس، فالتدليس أخف من الكذب.


(٩) المرجع السابق. [.....]
(١٠) الباعث الحثيث: ١٠٢ هامش.
(١١) تهذيب الكمال، المجلد العاشر: ترجمة مقاتل بن سليمان مخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>