للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[والتدليس قسمان:]

أحدهما ان يروى عمن لقيه ما لم يسمعه، او يروى عمن عاصره ولم يلقه موهما انه سمع منه «١٢» .

فمن الاول رواية مقاتل عن الكلبي ما لم يسمعه منه.

ومن الثاني رواية مقاتل عن مجاهد مع انه لم يلق مجاهدا.

واما القسم الثاني من التدليس: فهو الإتيان باسم الشيخ او كنيته على خلاف المشهور به تعمية لأمره وتوعيرا للوقوف على حاله «١٣» .

وقد اكثر مقاتل من التدليس، فادعى انه سمع من الضحاك ولم يسمع منه.

وادعى ان الباب كان يغلق عليه مع الضحاك، وهو يقصد باب المدينة او باب المقابر.

قال عبد الرزاق: سمعت ابن عيينة يقول قلت لمقاتل تحدث عن الضحاك وزعموا انك لم تسمع منه؟

قال: كان يغلق على وعليه الباب.

قال ابن عيينة: قلت فى نفسي اجل باب المدينة «١٤» .

وقال عبد الرزاق: كنا عند مقاتل بن سليمان، فمر سفيان الثوري فقام الناس عنه فاستحييت فجلست عنده فقلت: قال ابن عيينة: انك تحدث عن الضحاك وهم يقولون انك لم تسمع منه! قال: لقد كان يغلق على وعليه باب.

قال عبد الرزاق، فقلت فى نفسي: اجل باب المدينة «١٥» .

وقال سفيان بن عيينة كنا عند مقاتل بن سليمان فقيل له سمعت من الضحاك؟

قال: ربما اغلق على وعليه باب. قال سفيان ينبغي ان يكون اغلق عليهما باب المدينة.

وفى رواية قال سفيان قلت فى نفسي كان يغلق عليه وعلى الضحاك باب المقابر وهو على ظهر الأرض فى تلك المدينة.

فمقاتل يدعى انه سمع من الضحاك وان الباب اغلق عليهما.

ولكن الرواة ينفون هذا ويذكرون ان مقاتلا لم يلق الضحاك، بل ذهب جويبر ابن سعيد الى ان الضحاك مات ومقاتل صبي صغير «١٦» .

وذهب ابراهيم الحربي الى ان الضحاك مات قبل ان يولد مقاتل بأربع سنين «١٧» .


(١٢) كان يقول «عن فلان او قال فلان» او نحو ذلك فاما إذا صرح بالسماع او التحديث ولم يكن قد سمعه من شيخه لم يكن مدلسا، بل كان كذابا فاسقا. (ابن كثير اختصار علوم الحديث: ٥٣) .
(١٣) ابن كثير: اختصار علوم الحديث: ٥٣، تحقيق احمد شاكر.
(١٤، ١٥) تهذيب الكمال المجلد العاشر، ترجمة مقاتل، وتاريخ بغداد: ١٣/ ١٦٥.
(١٦، ١٧) : انظر ذلك فى تهذيب الكمال المجلد العاشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>