للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال وكيع بن الجراح مقاتل بن سليمان كذاب ليس حديثه بشيء. وسئل وكيع عن مقاتل فقال قد سمعنا منه فالله المستعان.

وقال رافع بن اشرس سمعت وكيعا يقول سمعت من مقاتل، ولو كان أهلا ان يروى عنه لروينا عنه «٤٦» .

على ان ارتفاع منزلة مقاتل بين المفسرين والثناء عليه فى التفسير «قد جعل كثيرا من الثقات والمعروفين يحدث عن مقاتل» «٤٧» .

وقد تتبعت الأحاديث التي رواها مقاتل فى تفسيره، فوجدت ان أكثرها قد ورد فى الصحيح او فى كتب السنن.

ولست أريد ان ارفع مقاتلا الى درجة الثقة، وانما أريد ان اثبت ان مقاتلا وان عرف عنه الكذب فى الحديث، الا ان كذبه لم ينتقل الى تفسيره. وان وجدنا بعض الضعف فى الأحاديث التي وردت فى تفسير مقاتل فبنسبة نادرة «٤٨» .

وهذا يجعلنا نحتاط فى جميع أحاديثه ونقارنها ولا نقبلها الا إذا وردت من طريق آخر صحيح.

٨- الثناء على مقاتل، تقويم هذا الثناء

[قد اثنى بعض الثقات على مقاتل ورفعوا منزلته:]

فالإمام الشافعي يقول من أراد ان يتبحر فى تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل ابن سليمان.

وعن سفيان بن عيينة سمعت مشعرا يقول لحماد بن عمرو كيف رأيت الرجل يعنى مقاتلا: قال: ان كان ما يجيء به علما فما اعلمه.

وقال عبد الله بن المبارك- حين راى تفسير مقاتل- ياله من علم لو كان له اسناد.

وقال عباد بن كثير ما بقي احد اعلم بكتاب الله من مقاتل.

وقال حماد بن ابى حنيفة مقاتل اعلم بالتفسير من الكلبي.

وقال بقية: كنت كثيرا اسمع شعبة وهو يسال عن مقاتل بن سليمان فما سمعته قط ذكره الا بخير.


(٤٦، ٤٧) المرجع السابق.
(٤٨) انظر موضوع «منهج مقاتل فى اسباب النزول» فى هذا الكتاب: ١٢٣- ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>