للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ١- تفسير مقاتل يجمع بين المأثور والمعقول

رأينا فى التمهيد كيف بدا التفسير بالمأثور عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن الصحابة، وكيف دخل فيه بعد ذلك شيء من الرأي أخذ يزيد على مر الزمن حتى صار قسما مستقلا او كاد، ونتناول الآن موقف مقاتل من التفسير بين الرواية والرأي، وأول ما يسترعى الانتباه فى مقاتل بوصفه مفسرا انه كان يفسر الآية بعقلية المعية جعلت الامام الشافعي يقول: من أراد التفسير فهو عيال على مقاتل.

وتفسير مقاتل يتميز بالبساطة والسهولة، والاحاطة التامة بمعاني الآيات ونظائرها فى القرآن، وما يتعلق بها فى السنة. انه أشبه بالسهل الممتنع.

وفى رأيي ان تفسير مقاتل لا نظير له فى بابه، من جهة الاحاطة بالمعنى فى عبارة سهلة محدودة، ثم اختيار أقوى الآراء فى الآية وأولاها بدون سرد للخلاف.

ورغم مرور اكثر من الف ومائة سنة على هذا التفسير- فانك تحس وأنت تقرؤه انه كتب لأوساط الناس فى هذه الأيام.

أحاط مقاتل بالقرآن احاطة تامة، ويظهر ذلك فى كليات مقاتل.

فيقول كل شيء فى القرآن (الاتراب) يعنى مستويات فى الملاذ بنات ثلاث وثلاثين.

وكل شيء فى القرآن (الأجداث) يعنى القبور.

و (آلاء الله) يعنى نعماء الله.

وقد أحصيت له اثنتين وثلاثين من هذه الكليات.

ويقول كل شيء فى القرآن (بحمد ربهم) يعنى بأمر ربهم، وله عشر كليات على حرف الباء.

وكل شيء فى القرآن (تالله) يعنى والله.

وفى تفسيره خمس من هذه الكليات على حرف التاء.

وكل شيء فى القرآن (الجحيم) يعنى ما عظم من النار.

وفى تفسيره خمس من الكليات على حرف الجيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>