للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعصب، وقدس الرب جل جلاله عما يوجب الحدوث، ليعتقد بعده انه معنى من المعاني- ليس بجسم ولا عرض فى جسم- يليق ذلك المعنى بالله تعالى) «١٩» .

وقال الشيخ محمد زاهد الكوثرى) «٢٠» :

(ومن المشبهة مقاتل بن سليمان المفسر. قال المطهر المقدسي فى «البدء والتاريخ» : واما المقاتلية فهم اصحاب مقاتل بن سليمان، زعم ان الله جسم من الأجسام، لحم ودم، وانه سبعة أشبار بشبر نفسه) «٢١» .

قال الكوثرى: (ويزعم السكسكي فى برهانه ان مقاتلا هذا ليس بمقاتل المفسر.

لكنه هو بعينه رغم من يزعم خلاف ذلك، وانباء جهم ومقاتل فى غاية الشهرة عند اهل العلم) «٢٢» .

ونلاحظ ان المقدسي لم ينسب الى مقاتل القول (بان الله سبعة أشبار بشبر نفسه) «٢٣» ، وانما نسب ذلك الى هشام بن الحكم «٢٤» . كما انى لم أجد فى


(١٩) الجام العوام: ٤- ٥. وانظر فى ذلك ايضا: ابو الحسن الأشعري: كتاب اللمع فى الرد على اهل الزيغ والبدع: ٩، المطبعة الكائوليكية ببيروت ١٩٥٢، حيث يقول: (مسألة: فان قال قائل لم أنكرتم ان يكون الله تعالى جسما؟ - قيل له: أنكرنا ذلك لأنه لا يخلو ان يكون القائل لذلك أراد ما أنكرتم ان يكون طويلا عريضا مجتمعا او ان يكون أراد تسميته جسما، وان لم يكن طويلا عريضا مجتمعا عميقا فان كان أراد ما أنكرتم ان يكون طويلا عريضا مجتمعا، كما يقال ذلك للأجسام فيما بيننا- فهذا لا يجوز، لان المجتمع لا يكون شيئا واحدا، لان اقل قليل الاجتماع لا يكون الا بين شيئين، لان الشيء الواحد لا يكون لنفسه مجامعا، وقد بينا آنفا ان الله عز وجل شيء واحد، فبطل بذلك ان يكون مجتمعا. وان أراد لم لا تسمونه جسما وان لم يكن طويلا عريضا مجتمعا، فالأسماء ليست إلينا، ولا يجوز لنا ان نسمى الله تعالى باسم لم يسم به نفسه، ولا سماه به رسوله، ولا اجمع المسلمون عليه ولا على معناه) . اهـ.
وفى ص ٨ يقول الأشعري (فان قال قائل لم قلتم ان صانع الأشياء واحد. قيل..) واستمر فى الاجابة.
وفى ص ٧ يقول: (مسألة- فان قال قائل لم زعمتم ان الباري لا يشبه المخلوقات، قبل ... )
واستمر فى الاجابة.
(الشيخ الامام ابو الحسن على بن إسماعيل الأشعري: كتاب اللمع فى الرد على اهل الزيغ، تصحيح الأب وتشرد يوسف مكارثى اليسوعى المطبعة الكاتوليكية ببيروت ١٩٥٢،: ٧، ٨، ٩) .
(٢٠) كان وكيل المشيخة الاسلامية فى دار الخلافة العثمانية ثم رحل الى القاهرة واقام بها الى ان توفى سنة ١٣٧١ هـ.
(٢١) الفرق بين الفرق: لعبد القاهر البغدادي، تحقيق الكوثرى ط ١٩٤٨ م: ١٣٩ هامش.
(٢٢) تعليق الكوثرى على كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي: ١٣٩ هامش.
(٢٣) المطهر المقدسي: البدء والتاريخ: ١/ ٨٥ قال (وحكى عن مقاتل انه قال على صورة انسان لحم ودم) .
(٢٤) نفس المرجع. وانظر فى ذلك ايضا الأشعري مقالات الاسلاميين: ١/ ١٠٤ ونسب الأشعري الى هشام انه وصف ربه فى خمسة أقاويل متضاربة فى عام واحد. فزعم مرة انه كالبلورة، وثانية انه كالسبيكة الذهبية الصافية. وثالثة انه فى صورة من الصور، ورابعة ان ربه لو شبر نفسه لجاء سبعة

<<  <  ج: ص:  >  >>