للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٥- القرآن والحرب

وإذا كانت الدعوة الاسلامية قد اضطرت الى الحرب تامينا للدعاة، وحماية للحق، وتحطيما لطواغيت الكفر، فان القرآن ينظم هذه الحرب، ويدعو المسلمين الى اعداد العدة للقاء أعدائهم، والى الجهاد فى سبيل الله نصرا لدينه، وطلبا لمرضاته، وابتغاء للثواب من عنده.

وفى أول معركة بين المسلمين والكفار انتصر المسلمون، وغنموا، وبدا ان كل فئة ترى انها أحق بالغنائم من الاخرى، فينزل الوحى مجيبا على سؤالهم ومؤدبا لهم.

يقول تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. قال مقاتل «٢٦» : لما هزم العدو يوم بدر، واتبعتهم طائفة يقتلونهم، وأحدقت طائفة برسول الله عليه الصلاة والسلام، واستولت طائفة على العسكر والنهب- قالت كل طائفة نحن أحق بالانفال، فانزل الله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ... الآية. فقسمه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالسوية.

وقد انزل الله ملائكة السماء تؤيد المؤمنين وتلقى الرعب فى قلوب الكافرين.

ويذهب مقاتل «٢٧» الى ان الملائكة قاتلت يوم بدر مع المؤمنين ولم يقاتلوا يوم الأحزاب ولا يوم خيبر، فى تفسير قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ.

قال مقاتل «٢٨» وذلك

أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نظر الى المشركين وهم


(٢٦) تفسير مقاتل. مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة رقم ١٤١ ب. وانظر تحقيقنا له:
٢/ ٩٩- ١٠٠، كما ورد ذلك فى كتب السنة، وفى اسباب النزول للواحدي: ١٣٢، وفى لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطي.
(٢٧) تفسير مقاتل، مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة ١٤٢ ب، وانظر تحقيقنا له: ١٠٤- ١٠٥.
٢/ ١٠٢.
(٢٨) تفسير مقاتل، مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة ١٤٢ ا. وانظر تحقيقنا له: ١٠٠- ١٠٢.
وقد ورد ذلك فى لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطي. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>