للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اضطرابا «٢٩» ، اما الاسناد الثالث فذهب الى انه أشدها ضعفا، لأنه من رواية الكلبي عن ابى صالح.

وارى ان هذا المحقق قد بالغ فى تضعيف الحديث، مع انه فيما ارى ليس بالشديد الضعف، فقد رواه البخاري بثلاثة أسانيد:

١- الاسناد الاول ضعفه احمد شاكر لان فيه مجهولا (مولى لزيد بن ثابت) .

٢- والاسناد الثاني صرح فيه باسم هذا المجهول وهو (محمد بن ابى محمد) ومحمد هذا هو الأنصاري المدني مولى زيد بن ثابت، قال عنه احمد شاكر:

«زعم الذهبي فى الميزان انه (لا يعرف) ! وهو معروف، ترجمه البخاري فى الكبير ١/ ١/ ٢٢٥ فلم يذكر فيه جرحا، وذكره ابن حيان فى الثقات، وكفى بذلك معرفة وتوثيقا» .

٣- وقد اضطرب الاسناد الثاني على ابن اسحق او على سلمة بن الفضل فكانت الرواية فيه عن عكرمة او سعيد (يعنى ابن جبير) على الشك.

ونلاحظ ان هذا الاضطراب شك من الراوي: هل رواه عن سعيد بن جبير او عن عكرمة، وكلاهما موثوق به، فسعيد بن جبير ثقة مجمع عليه من اصحاب الكتب الستة «٣٠» ، وعكرمة ثقة وثقه البخاري ومسلم، واحمد بن حنبل، وابن راهويه، ويحيى بن معين، وابو ثور، وابو داود، وغيرهم. قال ابن حجر (فاما البدعة، فان ثبتت عليه فلا تضر حديثه، لأنه لم يكن داعية لها، مع انها لم تثبت عليه) «٣١» .

وكان مسلم بن الحجاج من أسوئهم رأيا فيه ثم عدله بعد ما جرحه «٣٢» .

٤- اما تضعيف سلمة بن الفضل فليس مجمعا عليه بل وثقه ابن معين، فيما رواه ابن ابى حاتم فى كتابه، وله عنده ترجمة جيدة وافية ٢/ ١/ ١٦٨، ١٦٩.

وروى ايضا عن جرير قال: (ليس من لدن بغداد الى ان تبلغ خراسان اثبت فى ابن اسحق من سلمة بن الفضل، وقد رجح توثيقه احمد شاكر فى شرح المسند ٨٨٦ وذهب الى توثيقه هنا.


(٢٩) قال ابن كثير الحديث المضطرب: هو ان يختلف الرواة فيه على شيخ بعينه، وقد يكون تارة فى الاسناد وقد يكون فى المتن (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، ص ٧٢) . مثال الاضطراب فى الاسناد: (وقال سلمة حدثني ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن ابى محمد عن عكرمة او سعيد عن ابن عباس (الم ذلِكَ الْكِتابُ) .
فقد شك الراوي هل روى الحديث عن عكرمة او عن سعيد.
(٣٠) وفيات الأعيان: ١/ ٣٦٤، تهذيب التهذيب: ٤/ ١٣. ١٤، والتفسير والمفسرون:
١/ ١٠٢- ١٠٣.
(٣١) مقدمة فتح الباري: ٢/ ١٤٨. والتفسير والمفسرون: ١/ ١١٠.
(٣٢) انظر تهذيب التهذيب: ٧/ ٢٦٣- ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>