للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ١- الاسرائيليات

[تمهيد:]

نشا التفسير بالمأثور مقصورا على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد انزل الله عليه القرآن عربيا مبينا، وكان الصحابة يقرءون القرآن، فيتسابقون الى العمل بأحكامه، وامتثال أوامره.

وربما أشكل على أحدهم معنى من المعاني او آية من الآيات، فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجيبه النبي فى بساطة ويسر.

ومن ذلك تفسيره عليه الصلاة والسلام الظلم بالشرك، وتفسيره القوة بالرمي، وتفسيره المغضوب عليهم، باليهود والضالين بالنصارى.

وكان التفسير مقصورا على ما أشكل معناه او غمض لفظه، فقد كانت حياة النبي تطبيقا عمليا لاوامر القرآن ونواهيه، حتى قالت عائشة رضى الله عنها، (كان خلقه القرآن) .

(ولعل الروعة الدينية لهذا العهد، والمستوى العقلي لأهله وتحدد حاجات حياتهم العملية، كل أولئك جعلهم لا يقولون فى تفسير القرآن الا بما روى عن صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام توقيفا) «١» .

(وقد جمعت كتب الصحاح والسنن مقادير مختلفة من التفسير بالمأثور، حتى لترى فى صحيح البخاري: كتابين هما: كتاب تفسير القرآن، وكتاب فضائل القرآن، وهما يشغلان حيزا واضحا من الكتاب ربما كان نحو الثمن منه) «٢» .

ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وبدا عصر الصحابة- زادت حاجة الناس الى التفسير، نظرا لاتساع الرقعة الاسلامية، ولظهور احداث واقضية لم تكن موجودة فى عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ولدخول كثير من الأعاجم فى الإسلام، مع ضعف المامهم بالعربية، وبعدهم عن البيئة التي نزل فيها القرآن.

وفى هذا العصر- اعنى عصر الصحابة- بدا دخول الاسرائيليات فى التفسير، وساعد على ذلك دخول عدد كثير من اليهود والنصارى فى الإسلام، ومعهم ثقافاتهم وافكارهم، ومعلوماتهم الدينية، حول كثير من قصص الأنبياء السابقين.

فلما كان عصر التابعين زادت الاسرائيليات، وزاد الوضع فى التفسير.


(١) دائرة المعارف الاسلامية مادة تفسير: ٥/ ٣٤٩.
(٢) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>