للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزركشي:

(وكان بين أول نزول القرآن وآخره عشرون او ثلاث وعشرون او خمس وعشرون سنة. هو مبنى على الخلاف فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل عشر، وقيل ثلاث عشرة، وقيل خمس عشرة. ولم يختلف فى مدة إقامته بالمدينة انها عشر) «٢٩» . وكان كلما انزل عليه شيء من القرآن امر بكتابته، ويقول:

فى مفترقات الآيات. «ضعوا هذه فى سورة كذا» ، وكان يعارضه جبريل بالقرآن فى شهر رمضان كل عام مرة، وعام مات مرتين.

وفى صحيح البخاري قال مسروق عن عائشة عن فاطمة رضى الله عنهما: أسر النبي صلى الله عليه وسلم الى «ان جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة (مرة) ، وانه عارضني (هذا) العام مرتين، ولا أراه الا حضور اجلى» «٣٠» .

وبعض محققي تاريخ التشريح الإسلامي يذكر ان مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة هي: اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما، من السابع عشر من رمضان سنة ٤١ من مولده الشريف الى أول ربيع الاول سنة ٥٤ منه.

اما مدة إقامته فى المدينة بعد الهجرة فهي تسع سنوات وتسع أشهر وتسعة ايام، من أول ربيع الاول سنة ٥٤ من مولده الى التاسع ذى الحجة سنة ٦٣ منه.

ويوافق ذلك سنة عشر من الهجرة. وهذا التحقيق قريب من القول بان مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى مكة ثلاث عشرة سنة، وفى المدينة عشر سنين. وان مدة الوحى بالقرآن ثلاثة وعشرون عاما «٣١» .

وإليك جدولا بتاريخ الميلاد النبوي والرسالة والهجرة ووفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما حققه محمود باشا الفلكي:


(٢٩) البرهان: ١/ ٢٣٢، وقارن بالإتقان: ١/ ٤٢.
(٣٠) البرهان: ١/ ٢٣٢.
(٣١) الفرقان للزرقاني: ١/ ٤٥. ويعترض على هذا التحقيق بانه أهمل باكورة الوحى اليه صلى الله عليه وسلم عن طريق الرؤيا الصادقة ستة أشهر، على حين انها ثابتة فى الصحيح. ثم جرى على ان ابتداء نزول القرآن كان ليلة السابع عشر من رمضان وهي ليلة القدر على بعض الآراء.
والمشهور الذي يؤيده الصحيح انها فى العشر الأواخر من رمضان.
وانظر تاريخ التشريع للخضري. موضوع القرآن والسنة ص ٨ ط ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>