للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم سورة المائدة مدنية، نهارية كلها، عشرون ومائة آية كوفية إِلَّا قوله تَعَالَى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية «١» فإنها نزلت بعرفة.


(١) وتمام الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ سورة المائدة: ٣.
أ- تاريخ نزول سورة المائدة:
نزلت سورة المائدة بعد سورة الفتح، وكان نزول سورة الفتح بعد صلح الحديبية فى السنة السادسة من الهجرة. فيكون نزول سورة المائدة فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك. وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنه ذكر فيها حديث المائدة التي أنزلت من السماء على حواريي عيسى- عليه السلام.
ب- الغرض منها:
نزلت سورة المائدة بعد صلح الحديبية. فاستهلت بالأمر بوفاء العقود ثم بيان ما أحله الله- تعالى- من البهائم، وذكر تحريم المحرمات، وبيان إكمال الدين، وذكر الصيد، والجوارح وحل طعام الكتاب، وجواز نكاح المحصنات منهن. وتفصيل الغسل والطهارة والصلاة وحكم الشهادات والبينات وخيانة أهل الكتاب القرآن، ومن أنزل عليه، وذكر المنكرات من مقالات النصارى، وقصة بنى إسرائيل مع العمالقة، وحبس الله- تعالى- إياهم فى التيه بدعاء بلعام، وحديث قتل قابيل أخاه هابيل، وحكم قطاع الطريق وحكم السرقة، وحد السراق، وذم أهل الكتاب، وبيان نفاقهم وتجسسهم وبيان الحكم بينهم، وبيان القصاص فى الجراحات، وغيرها، والنهى عن موالاة اليهود والنصارى، والرد على أهل الردة، وفضل الجهاد، وإثبات ولاية الله ورسوله للمؤمنين، وذم اليهود فى قبائح أقوالهم.
وذم النصارى بفاسد اعتقادهم، وبيان كمال عداوة الطائفتين للمسلمين، ومدح أهل الكتاب الذين قدموا من الحبشة وحكم اليمين، وكفارتها، وتحريم الخمر، وتحريم الصيد على المحرم، والنهى عن الأسئلة الفاسدة. وحكم شهادات أهل الكتاب وفصل الخصومات، ومحاورة الأمم رسلهم فى القيامة، وذكر معجزات عيسى ونزول المائدة، وسؤال الحق- تعالى- إياه فى القيامة تقريعا للنصارى، وبيان نفع الصدق يوم القيامة للصادقين.
انظر: «بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي، تحقيق النجار: ١٧٨» .

<<  <  ج: ص:  >  >>