للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عبَادة العِجْل، وتكونُ قوَّة اللفظ تَعُمُّ كُلَّ مفترٍ إلى يوم القيامة، وقد قال سفيان «١» بن عُيَيْنَة وأبو قِلاَبة «٢» وغيرهما/: كلُّ صاحب بدعة أو فِرْيَة، ذليلٌ واستدلوا بالآية.

وقوله سبحانه: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ... الآية تضمَّنت وعداً بأن اللَّه سبحانه يغفرُ للتائبين وقرأ معاوية بنُ قُرَّة «٣» «وَلَمَّا سَكَنَ عَنْ مُوسَى الغَضَبُ» .

قال أبو حَيَّان «٤» : واللام في لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ مُقَوِّية لوصولِ الفعْلِ، وهو يَرْهَبُونَ إلى مفعوله المتقدِّم.

وقال الكوفيُّون: زائدةٌ «٥» .

وقال الأخفشُ: لام المفعول له، أي: لأجْلِ ربِّهم. انتهى.


(١) أخرجه الطبري (٦/ ٧٢) برقم: (١٥١٦١) ، وذكره ابن عطية (٢/ ٤٥٨) ، والبغوي (٢/ ٢٠٢) ، وابن كثير (٢/ ٢٤٨) ، والسيوطي (٣/ ٢٣٦) .
(٢) أخرجه الطبري (٦/ ٧١) برقم: (١٥١٥٩) ، وذكره ابن عطية (٢/ ٤٥٨) ، والبغوي (٢/ ٢٠٢) ، وابن كثير (٢/ ٢٤٨) بنحوه، والسيوطي (٣/ ٢٣٦) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
(٣) معاوية بن قرّة بن إياس المزني أبو إياس البصري. عن علي مرسلا، وابن عباس، وابن عمر. وعنه قتادة وشعبة وأبو عوانة وخلق، وثقه ابن معين وأبو حاتم.
قال خليفة: مات سنة ثلاثة عشرة ومائة، ومولده يوم الجمل. ينظر: «الخلاصة» (٣/ ٤١- ٤٢) ، «التقريب» : (٢/ ٢٦١) ، «الثقات» (٥/ ٤١٢) .
(٤) ينظر: «البحر المحيط» (٤/ ٣٩٦) .
(٥) وفي اللام أقوال:
أحدها أن اللام مقوية للفعل، لأنه لما تقدم معموله ضعف فقوي باللام، كقوله: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ اللام تكون مقوية حيث كان العامل مؤخرا، أو فرعا، نحو: فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ، ولا تزاد في غير هذين إلا ضرورة عند بعضهم، كقوله:
فلمّا أن توافقنا قليلا ... أنخنا للكلاكل فارتمينا
أو في قليل من الكلام عند آخرين، كقوله تعالى: رَدِفَ لَكُمْ.
والثاني: أن اللام لام العلة، وعلى هذا فمفعول «يرهبون» محذوف، تقديره: يرهبون عقابه لأجله، وهذا مذهب الأخفش.
الثالث: أنها متعلقة بمصدر محذوف، تقديره: الذين هم رهبتهم لربهم، وهو قول المبرد، وهذا غير جار على قواعد البصريين، لأنه يلزم منه حذف المصدر، وإبقاء معموله، وهو ممتنع إلا في شعر.
وأيضا فهو تقديره مخرج للكلام عن وجه فصاحته.
الرابع: أنها متعلقة بفعل مقدر أيضا، تقديره: يخشعون لربهم، ذكره أبو البقاء، وهو أولى مما قبله.
ينظر: «الدر المصون» (٣/ ٣٥٠) . [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>