للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيَّانَ تَقْضِيَ حَاجَتِي أَيَّانَا ... أَمَا ترى لِفعْلِهَا أبانا «١»

ومُرْساها معناه: مُثْبَتُها ومُنْتَهَاها مأخوذٌ من: أرسى يُرْسِي، ف «مُرْسَاهَا» : رَفْعٌ بالابتداء، والخبرُ «أَيَّانَ» ، وعبارة البخاريّ: أَيَّانَ مُرْساها: متى خروجها. انتهى، ويُجَلِّيها: معناه يظهرها.

وقوله سبحانه: ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، قيل: معناه: ثَقُلَ أنْ تُعْلَم ويُوقَفَ عَلى حقيقةٍ وَقْتها، وقال الحسنُ بن أبي الحَسَن: معناه: ثَقُلَتْ هيئتها والفزعُ عَلَى/ أَهْل السموات «٢» والأرض، لاَ تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً، أي: فجأةً.

وقوله سبحانه: يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها، قالَ ابن عبَّاس وغيره: المعنى يسألونك كأنكَ حَفِيٌّ، أي: مُتْحَفٌ ومُهْتَبِلٌ «٣» بهم، وهذا ينحُو إلى ما قالَتْ قريشٌ: يا محمَّدُ، إِنا قرابَتُكَ، فأخبرْنا بوَقْت السَّاعة.

وقال ابن زَيْد وغيره: معناه: كأنك حفيٌّ في المسألة عَنْها، والاشتغالِ بها، حتى حصَّلَتْ علمها «٤» .

وقرأ ابن عبَّاس «٥» فيما ذكر أبو حاتم: «كأَنَّكَ حَفِيٌّ بِهَا» .

وقوله سبحانه: وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ قال الطَّبريُّ: معناه: لا يعلمُونَ أنَّ هذا الأَمْرَ لا يعلمه إِلا اللَّهُ، بل يظنُّ أكثرهم أنه ممَّا يعلمه البَشَرُ.

وقوله سبحانه: قُلْ لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شاءَ اللَّهُ ... الآية: هذا أمر بأنْ يبالِغَ في الاستسلام، ويتجَّردَ من المشاركةِ في قُدْرة اللَّه، وغَيْبِه، وأنَّ يصفَ نفسه لهؤلاءِ السائلين بأنه لا يملكُ من منافع نفسه ومضارِّها إِلا مَا سَنَّى اللَّه وشاء ويسّر، وهذا


(١) البيت في «تهذيب الأزهري» (١٥/ ٦٥٣) [أي] ، و «الدر المصون» (٣/ ٣٧٩) .
(٢) أخرجه الطبري (٦/ ١٣٧- ١٣٨) برقم: (١٥٤٨٥) بنحوه، وذكره ابن عطية (٢/ ٤٨٤) ، والبغوي (٢/ ٢١٩- ٢٢٠) .
(٣) أخرجه الطبري (٦/ ١٣٩) برقم: (١٥٤٩١) بنحوه، وذكره ابن عطية (٢/ ٤٨٤) ، وابن كثير (٢/ ٢٧١) ، والسيوطي (٣/ ٢٧٥) ، وعزاه لابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(٤) أخرجه الطبري (٦/ ١٤٠) برقم: (١٥٥٠٣) بنحوه، وذكره ابن عطية (٢/ ٤٨٤) ، وابن كثير (٢/ ٢٧١) .
(٥) وقرأ بها ابن مسعود كما في «الشواذ» ص: (٥٣) .
وينظر: «المحتسب» (١/ ٢٦٩) ، و «الكشاف» (٢/ ١٨٥) و «المحرر الوجيز» (٢/ ٤٨٤- ٤٨٥) ، و «البحر المحيط» (٤/ ٤٣٣) ، و «الدر المصون» (٣/ ٣٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>