للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَعَدَّ خَمْسَاً، وَقَالَ: اتَّقِ الْمَحَارِمَ، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وارض بِمَا قَسَّمَ اللَّهُ لَكَ، تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إلى جَارِكَ، تَكُنْ مُؤْمِناً، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، تَكُنْ مُسْلِماً، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ يُمِيتُ الْقَلْبَ» «١» انتهى، والسامد: اللاعب اللاهي، وبهذا فسَّرَ ابن عباس وغيره من المفسرين «٢» ، وسمد بلغة حمير: غَنِيَ، وهو كُلُّه معنى قريب بعضُه من بعض، ثم أمر تعالى بالسجود له والعبادة تخويفا وتحذيرا، وهاهنا سجدةٌ في قول كثير من العلماء، ووردت بها أحاديثُ صحاح، ولم يَرَ مالك بالسجود هنا، وقال زيد بن ثابت: إنَّهُ قَرَأ بها عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فَلَمْ يَسْجُدْ «٣» . قال ابن العربيِّ في «أحكامه» «٤» : وكان مالكٌ يَسْجُدُهَا في خاصَّة نَفْسِهِ، انتهى.


(١) انظر السابق.
(٢) أخرجه الطبري (١١/ ٥٤٢) برقم: (٣٢٦٦٤) ، وذكره البغوي (٤/ ٢٥٧) ، وابن عطية (٥/ ٢١٠) .
(٣) أخرجه النسائي (٢/ ١٦٠) ، كتاب «الافتتاح» باب: ترك السجود في «النجم» (٩٦٠) ، وأبو داود (١/ ٤٤٦) ، كتاب «الصلاة» باب: من لم ير السجود في «المفصل» (١٤٠٣) . [.....]
(٤) ينظر: «أحكام القرآن» (٤/ ١٧٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>