للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعنى: وما لكم أَلاَّ تنفقوا في سبيل اللَّه، وأَنتم تموتون وتتركون أموالكم، فناب منابَ هذا القول قوله: وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ] وفيه زيادة تذكير باللَّه وعبرة، وعنه يلزم القولُ الذي قدرناه.

وقوله تعالى: لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ... الآية: الأشهر في هذه الآية أَنَّها نزلت بعد الفتح، واخْتُلِفَ في الفتح المشار إليه فقال أبو سعيد الخُدْرِيُّ والشَّعْبِيُّ «١» : هو فتح الحديبية، وقال قتادة، ومجاهد، وزيد بن أسلم «٢» : هو فتح مكة الذي أزال الهجرة، قال ع «٣» : وهذا هو المشهور الذي قال فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» «٤» ، وحكم الآية باقٍ غابرَ الدهر مَنْ أنفق في وقت حاجة


(١) أخرجه الطبري (١١/ ٦٧٤) ، برقم: (٣٣٦١٠) عن أبي سعيد الخدري، وذكره البغوي (٤/ ٢٩٤) عن الشعبي، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٢٤٩) عن أبي سعيد الخدري، وعزاه لابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم في «الدلائل» من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري.
(٢) أخرجه الطبري (١١/ ٦٧٣- ٦٧٤) ، برقم: (٣٣٦٠٤- ٣٣٦٠٥) عن قتادة، وزيد بن أسلم، وذكره ابن عطية (٥/ ٢٥٩) ، والسيوطي (٦/ ٢٤٨- ٢٤٩) عن قتادة، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥/ ٢٥٩) .
(٤) ورد ذلك من حديث ابن عبّاس، وعائشة، ومجاشع بن مسعود، وصفوان بن أمية، ويعلى بن أمية التيمي، وقول ابن عمر، وقول عمر، وحديث أبي سعيد الخدري.
فأما حديث ابن عبّاس: فأخرجه البخاري (٦/ ٤٥) في «الجهاد» باب: وجوب النفير (٢٨٢٥) ، (٦/ ٢١٩) باب: لا هجرة بعد الفتح (٣٠٧٧) ، ومسلم (٣/ ١٤٨٧) ، في «الإمارة» باب: المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير، وبيان معنى: لا هجرة بعد الفتح (٨٥/ ١٣٥٣) ، وأبو داود (٢/ ٦) ، في «الجهاد» باب: في الهجرة هل انقطعت (٢٤٨٠) ، والنسائي (٧/ ١٤٦) ، في «البيعة» باب:
الاختلاف في انقطاع الهجرة، والترمذي (١٥٩٠) ، وأحمد (١/ ٢٦٦، ٣١٥، ٣١٦، ٣٤٤) ، وعبد الرزاق (٥/ ٣٠٩) (٩٧١٣) ، والدارمي (٢/ ٢٣٩) ، في «السير» باب: لا هجرة بعد الفتح، وابن حبان (٧/ ٤٨٤٥) ، والطبراني في «الكبير» (١١/ ٣٠- ٣١) (١٠٩٤٤) ، وابن الجارود في «المنتقى» (١٠٣٠) ، والبيهقي (٥/ ١٩٥) ، و (٩/ ١٦) ، وفي «دلائل النبوة» (٥/ ١٠٨) ، والبغوي في «شرح السنة» بتحقيقنا (٤/ ١٧٩) (١٩٩٦) ، و (٥/ ٥٢٠) (٢٦٣٠) من طريق منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عبّاس مرفوعا به.
وتابعه إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن طاوس، أخرجه الطبراني (١١/ ١٨) (١٠٨٩٨) .
وأخرجه الطبراني (١٠/ ٤١٣) (١٠٨٤٤) ، عن شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عبّاس.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأما حديث عائشة: أخرجه البخاري (٦/ ٢٢٠) في «الجهاد» باب: لا هجرة بعد الفتح (٣٠٨٠) (٧/ ٢٦٧) ، في «مناقب الأنصار» باب: هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة (٣٩٠٠) (٧٠/ ٦٢٠) ، في-

<<  <  ج: ص:  >  >>