للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بثوبه، فخرج في طلبه، فرأَوه فقالوا: واللهِ ما به من بأس. والحديث مشهور في الصحاح كلِّها من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد ذكرتُه باسناده في «المغني» و «الحدائق» . قال ابن قتيبة:

والآدَر: عظيم الخُصيتين.

(١١٨١) والثاني: أن موسى صَعِد الجبل ومعه هارون، فمات هارون، فقال بنو إِسرائيل: أنت قتلتَه فآذَوه بذلك، فأمر اللهُ تعالى الملائكةَ فحملته حتى مرَّت به على بني إِسرائيل، وتكلَّمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إِسرائيل أنه مات، فبرّأه الله تعالى من ذلك، قاله عليّ عليه السلام.


الإرسال كما تقدم. وكرره البخاري ٤٧٩٩ من طريق روح عن عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن موسى كان رجلا حييّا» ، وذلك قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى....
- وللحديث طريق آخر: أخرجه البخاري ٢٧٨ ومسلم ٣٣٩ وص ١٨٤١ وابن حبان ٦٢١١ وأبو عوانة ١/ ٢٨١ والواحدي في «الوسيط» ٣/ ٤٨٣ من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة مرفوعا.
- وله علة، وهي الوقف: أخرجه مسلم ص ١٨٤٢ من وجه آخر عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة موقوفا عليه. وراويه عن خالد الحذاء، يزيد بن زريع، وهذا إسناد كالشمس.
- وأخرجه الطبري ٢٦٨٧٥ عن قتادة، قال: حدث الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... الحديث، وهذا منقطع. وورد من حديث أبي هريرة من وجه آخر: أخرجه الطبري ٢٨٦٦٩ من طريق جابر الجعفي عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا. وإسناده ساقط، جابر هو ابن يزيد، متروك الحديث. وله شاهد من حديث أنس: أخرجه البزار ٢٢٥٢ «كشف» وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. وقال الهيثمي في «المجمع» ٧/ ٩٣- ٩٤: ثقة، سيء الحفظ. قلت: جزم الحافظ في «التقريب» بضعفه. وورد عن ابن عباس موقوفا: أخرجه الطبري ٢٨٦٦٨ وإسناده صحيح، رجاله رجال البخاري ومسلم. وكرره ٢٨٦٧٠ وإسناده ضعيف جدا، فيه مجاهيل، وعطية العوفي واه. وورد عن قتادة قوله: أخرجه الطبري ٢٨٦٧٢. وورد عن الحسن وقتادة قولهما:
أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٢٣٨٢ عن معمر عن الحسن وقتادة.
- الخلاصة: روي مرفوعا بإسناد حسن، وآخر صحيح، وأخر ضعيفة. وورد موقوفا بإسناد كالشمس، عن أبي هريرة ومثله عن ابن عباس بسند صحيح موقوفا. وورد عن قتادة وعن الحسن قولهما لم يرفعاه. فالحديث كما ترى ورد مرفوعا، وموقوفا، وموقوفا على بعض التابعين، وفي المتن غرابة. لكن لا أقدم على ترجيح الوقف بسبب أن الحديث في الصحيحين، ولم أجد من رجح وقفه، والله أعلم.
ولفظ البخاري المرفوع من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن موسى كان رجلا حييا سترا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما من آفة. وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه فو الله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا. فذلك قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا، وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً. قال الحافظ في «الفتح» ١/ ٣٨٦: قال الجوهري: الأدرة: نفخة في الخصية، وهي بفتحات، وحكي بضم أوله، وإسكان الدال.
وقال القرطبي رحمه الله في «تفسيره» ١٤/ ٢٢٤: وهو الصحيح من الأقوال. وهو مذهب الجمهور.
أخرجه الطبري ٢٨٧٦ وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ٣/ ٦٣٩ وإسناده حسن لأجل سفيان بن حسين، فإنه حسن الحديث، وباقي الإسناد ثقات. وانظر «أحكام القرآن» ٣/ ٦٢٧ بتخريجنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>